على الرغم من وجود هواوي وسامسونج في سوق الأجهزة القابلة للطي منذ سنوات، إلا أن دخول ابل إلى المنافسة قد يحقق لها نقاط إيجابية أكبر بفضل الابتكارات الأحدث والتطورات الغير مسبوقة والتكامل الأفضل للبرامج مع النظام البيئي الأكثر تنوعًا.
لقد انتشرت شائعات أجهزة ابل القابلة للطي لسنوات طويلة، إلا إنها لم تكن إلا مُجرد “شائعات وتكهنات” لمحللين وخبراء مطلعين على أخبار الصناعة. ولكن مع تصاعد وتيرة هذه الشائعات في الأشهر القليلة الماضية، فمن المرجح أن تكون قريبة جدًا من مرحلة الإنتاج الفعلي والوصول إلى الأسواق.
قال Jeff Pu، محلل شركة ابل، أنه من المتوقع وصول أجهزة ابل القابلة للطي في غضون عام إلى عامين بأقصى تقدير، حيث وصلت هذه الأجهزة إلى مرحلة حاسمة جدًا من التطوير، ومن المقرر أن تبدأ الشركة في انتاجها بدايةً من العام القادم، مما يجعل إطلاقها وشيكًا وممكنًا في عام 2026 أو 2027.
تشتهر شركة ابل بترويها وصبرها الطويل في تطوير التقنيات الجديدة. قد لا تكون أول من يقدم التقنية الجديدة إلى السوق، ولكنها تقدمها بشكل أفضل كثيرًا من الآخرين. لذلك، يستغرق أمر تطوير هذه التقنيات وقتًا طويلاً من الدراسة والأبحاث حتى تتأكد من تلبيتها لمعايير الصناعة النموذجية والجودة العالية قبل طرحها في الأسواق.
وبينما استطاعت شركات منافسة مثل سامسونج وجوجل وهواوي السيطرة على سوق الأجهزة القابلة للطي لسنوات، إلا أنه من الممكن أن تنجح ابل في قلب الطاولة على جميع المنافسين بمجرد أن تطرح أول جهاز قابل للطي يحمل شعار علامتها التجارية في الأسواق.
للأسف، ابل لا تمتلك هذا الجهاز في الوقت الحالي، ولكن من الواضح أنها تعمل على مجموعة مختلفة من النماذج التجريبية التي يجب أن يتم تنفيذها على أرض الواقع في المستقبل المنظور. وفقًا لما نشره Pu في تقريره الأخير، فقد يتغير سوق الأجهزة القابلة للطي في غضون سنوات قليلة من الآن بمجرد دخول ابل إلى المنافسة، إذ لا تعمل الشركة الأمريكية على هاتف ايفون قابل للطي فحسب، وإنما هناك جهاز لوحي قابل للطي قيد التطوير أيضًا.
ما نعرفه عن أجهزة ابل القابلة للطي
وفقًا لــ Pu، فإن أجهزة ابل القابلة للطي استطاعت اجتياز المراحل الأولية من التطوير وأصبحت الآن تخضع لمرحلة تُعرف باسم “طرح المنتج الجديد” أو “New Product Introduction” بداخل مصانع Foxconn. هذه الخطوة تعني أن شركة ابل لا تزال تختبر مجموعة مختلفة من العينات الأولية لنماذج التصميمات قبل أن تنتقل إلى المرحلة التالية وهي مرحلة الإنتاج بكميات ضخمة.
يُقال أن مصانع Foxconn لا تزال في انتظار الضوء الأخضر من شركة ابل لبدء عملية التصنيع، والذي من الممكن أن تمرره ابل إلى المصنع في شهر أبريل المقبل، على الرغم من أن الإنتاج الكامل لهذه الأجهزة قد لا يبدأ إلا في وقت ما خلال العام القادم، وهذا إذا لم يواجه المصنع أي عقبات أو مشاكل تتعلق بجودة التصميم أو الكفاءة الصناعية للمنتجات. في حال سارت الأمور كما هو متوقع بالنسبة لشركة ابل، فقد تبدأ في طرح هذه الأجهزة بالأسواق في وقت بين عامي 2026 و 2027.
ما هي الأجهزة القابلة للطي التي تعمل عليها ابل حاليًا؟
ابل تعمل على أكثر من جهاز واحد قابل للطي، أحدهما هاتف من فئة “Fold” الذي ينطوي على شكل كتاب ويحتوي على شاشة داخلية كبيرة قياس 8 بوصات تقريبًا وفي الخارج شاشة غطاء قياس 6 بوصات تقريبًا. عند فتحه، سيكون أشبه بالجهاز اللوحي، إلا أن شاشة الغطاء ستظل كافية للاستخدامات السريعة.
الجهاز الآخر هو حاسوب لوحي بشاشة قياس 18.8 بوصة. سيكون الجهاز عبارة عن تهجين لأجهزة الكمبيوتر المحمولة واللوحية بداخل هيكل واحد. وللكن أفاد محللو ابل سابقًا أنه من غير الواضح ما هي الطبيعة النهائية لهذا الجهاز بسبب التحديات التي ستفرضها لوحة المفاتيح.
ابل تسعى لإنعاش السوق من حالة الركود
يعتقد بعض الخبراء أن قرار ابل للدخول إلى هذا السوق في هذا الوقت يرجع إلى حالة الركود التي عانت منها الأجهزة القابلة للطي في السنوات الأخيرة بسبب غياب الابتكارات والميزات المتطورة. في حين أن أجهزة سامسونج القابلة للطي هي التي تهمين على هذا السوق على مستوى العالم، إلا إنها تتطور ببطء شديد كما لو أنها تسير بسرعة السلحفاة على الشواطئ الرملية.
وبالتالي، تطوير ابل للأجهزة القابلة للطي مع ابتكارات فريدة سيشكل حالة من إنعاش السوق، وقد يعزز من نمو مبيعات أجهزة الشركة في أسواق مختلفة.
