Unboxing Geeks

العدسة الأمامية قد تكون أكبر المستشعرات الحيوية اختراقا للخصوصية في التاريخ التقني

إن استخدام المستشعرات الحيوية أو “Biometrics” التي تعمل على قياس التفاعلات الفسيولوجية للتعرف على شخص ما، مثل تقنيات التعرف على الوجه أو مستشعر بصمات الأصابع وغيرها، أدى إلى سهولة أكبر في تفاعلنا اليومي مع الأجهزة المحمولة. ولكن، يعتقد باحثون من اليابان أن هنالك طرق أخرى قد تجعل من تلك المهمة أسهل بكثير حتى، وذلك من خلال العدسة الأمامية للهواتف المحمولة!

يصادف يوم الغد بداية مؤتمر العوامل البشرية في أنظمة الحوسبة لعام 2022 “CHI” في نيو أورليانز، ويركز المؤتمر على جمع الباحثين الذي يدرسون طرق جديدة للتفاعل مع التكنولوجيا. يشمل ذلك كل ما هو تقني، بداية من وحدات التحكم الخاصة بالواقع الافتراضي، والتي تقدر على محاكاة حيوان ذو فرو مع الشعور بنفس الملمس في الحقيقة، وحتى هنالك تطبيقات واقع افتراضي تحاكي التقبيل بين شخصين.

تقدم مجموعة من باحثي جامعات Keio و Yahoo Japan وجامعة طوكيو للتكنولوجيا طرقا جديدة لاكتشاف كيف يقوم المستخدم بحمل هاتفه الذكي مثلا، وذلك لتكييف الهاتف ونظام التشغيل الخاص به لخدمة المستخدم بطريقة مثالية، والذي قد يجعل من تجربة استخدام التكنولوجيا أسهل مما مضى. حالياً، تركز هذه الأبحاث على 6 طرق مختلفة يمكن من خلالها حمل الهاتف الشخصي، وذلك باختلاف وضعيات الجلوس مثلا، حيث يمكن حمله بكلتا اليدين، أو بإحدى اليدين في الوضع العمودي أو الأفقي.

الحاجة نبع الاكتشافات

المستشعرات الحيوية - العدسة الأمامية

في السنوات الأخيرة، تطورت الهواتف الذكية كثيراً لكن حجمها قد ازداد بحسب حاجات المستخدمين، وأصبح التصميم من أبرز نقاط القوة في زيادة مبيعات ذلك المنتج، حيث كلما زاد حجم الشاشة وصغر حجم الجهاز، كلما زادت الرغبة في امتلاكه، لذلك نرى استحواذ الشاشة الكبير على الواجهة الأمامية للهاتف يقتصر على الهواتف مرتفعة الثمن.

لكن بالمجمل، فإن حجم الهواتف الذكية ازداد كثيرا، مما أضاف صعوبة أكثر على تجربة المستخدم عند حمل الهاتف باليدين، لكن عند امتلاكك واجهة مستخدم تكيفية وفقا لعاداتك وطرق استخدامك لتطبيقات الهاتف، مثل تغيير مكان الايقونات بشكل ديناميكي على أطراف الشاشة، أو حتى تقليص حجم لوحة المفاتيح تبعا لذلك. فإن استخدامك للهاتف بيد واحدة فقط قد يصبح أسهل مما مضى بكثير فعلا.

اختراق - Biometrics

المشكلة الأبرز هي القدرة على تمكين الهاتف الذكي من استيعاب الطريقة الأمثل لحمله، وهذا في الغالب سوف يعتمد على خوارزميات جديدة لتتبع طريقة استخدامك اليومية للهاتف، وهذا بالفعل ما قام باكتشافه فريق الباحثين دون الحاجة لوجود أجهزة إضافية.

إقرأ أيضاً: شركة Apple تعزز ريادتها في مجال الخصوصية من خلال iOS 15 وiPadOS 15 وmacOS Monterey وwatchOS 8

العدسة الأمامية والحل الأمثل

Biometrics

عند وجود مستوى كاف من سطوع الشاشة ودقتها، يمكن للعدسة الأمامية في الهاتف الذكي مراقبة تعابير وجه المستخدم عند استعماله الهاتف وهو يحدق في الشاشة، بالإضافة لاستخدام تقنية “التكبير الفائق” أو CSI، ولك للتركيز على بؤبؤ العين البشرية.

هذه نفس التقنية التي يتم استخدامها في التأثيرات البصرية، وذلك عند حساب وإعادة تكوين الإضاءة حول الممثلين في لقطة من فيلم ما مع تعزيزها بشكل رقمي. في حالة استخدام الهاتف الذكي، يتم الاستفادة من انعكاس بؤبؤ العين لمعرفة الطريقة الأمثل لحمل الجهاز، وذلك من خلال تحليل شكل الانعكاس والبحث عن الظلال والنقاط المظلمة التي تم تكوينها عند تغطية شاشة الهاتف عبر إبهام المستخدم أو أحد أصابعه.

يوجد بعض الخطوات “التدريبية” للمستخدم كي يستفاد من هذه التقنية الجديدة، وذلك يتضمن التقاط 12 صورة عند القيام بوضعية معينة في إمساك الهاتف، وذلك يسمح للبرنامج بتحليل كمية معلومات كبيرة لتوفير نتيجة نهائية يمكن الاستفادة منها. وجد الباحثين القدرة على معرفة كيفية القيام بذلك، لأن الهاتف الذكي في وقتنا الحالي يتم استخدامه بنسبة 84% من اليوم، لذلك يمكن تحليل كمية هائلة من المعلومات والخروج مع نتائج دقيقة جداً.

مكامن الخطر في المستشعرات الحيوية

الخصوصية - اختراق

من المحتمل أن تتحسن هذه التقنية بشكل أكبر عند تحسن دقة وإمكانيات العدسة الأمامية في الهواتف، لكن هذا أيضاً قد يكون خطيرا بطريقة ما، لأنه يمكن من خلال ذلك الحصول على معلومات كثيرة بواسطة العين البشرية وتفاعلها مع المحتوى المعروض على شاشة الهاتف الشخصي. ذلك قد يتضمن كلمات المرور من خلال نظرك إلى الحروف المدخلة، أو حتى تسجيل نشاطاتك بشكل عام، مما يؤدي إلى انعدام الخصوصية ضمن هاتفك الذكي بشكل أكبر من الآن و اختراق تلك الخصوصية بشكل فعلي. هل تتذكر تقنية العدسات الأمامية المنبثقة؟ لا عجب في أنها اختفت بشكل نهائي من جميع الهواتف، مع أنها بإثبات العديد من استطلاعات الرأي، كانت تقنية مذهلة توفر تجربة بصرية رائعة!