عندما سُئل تيم كوك، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة ابل، في عام 2010 عن خطط الشركة في الدخول إلى قطاع تصنيع شاشات التلفزيون، أجاب كوك بأن ابل ليس لديها أي اهتمامات بتصنيع شاشات التلفزيون.
وهذا التصريح كان غريب آنذاك نظرًا لأن الراحل “ستيف جوبز”، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي السابق لشركة ابل، أخبر والتر إيزاكسون (كاتب سيرته الذاتية) أنه يخطط لإعادة تصنيع تلفزيون جديد، وأكد بأن الشركة نجحت أخيرًا في التوصل إلى الفكرة التي تجعل هذا التلفزيون يتمتع بواحدة من أفضل واجهات المستخدم التي يُمكن تخيلها على شاشات التلفزيون.
بالطبع، لقد مر قرابة خمسة عشر عامًا منذ أن أدلى كوك برأيه هذا، ومن الممكن أن تتغير الأوضاع بالمستقبل القريب. ففي رسالته الإخبارية الأخيرة على موقع وكالة Bloomberg للأنباء، قال محلل شركة ابل المخضرم، مارك جورمان، أن شركة ابل بدأت تعيد النظر في فكرة تطوير شاشات التلفزيون الذكية.
ابل تُعيد النظر بفكرة الدخول إلى سوق شاشات التلفزيون الذكية
قال جورمان بالنص: “شركة ابل وضعت مخطط دراسة مشروع تصنيع التلافز التي تحمل علامتها التجارية على الطاولة”. بالرغم من ذلك، لم يقدم جورمان أي تفاصيل حول هذا المشروع. ومع ذلك، فلقد ألمح إلى أنه قد يكون من بين مجموعة أجهزة المنزل الذكية التي ستطلقها شركة ابل في المستقبل، إلا أن فكرة تطوير التلفزيون تتوقف كليًا على نجاح جهاز مركز المنزل الذكي الذي يُمكن تثبيته على الحائط بالمقام الأول.
ربما هذا يعني أن شركة ابل لا تزال في مرحلة مبكرة جدًا من التفكير في تطوير شاشات التلفزيون، وبالتالي قد يكون هذا المشروع على بُعد سنوات من الآن، هذا إذا وضعنا بالاعتبار أن الشركة تخطط للمنافسة الفعلية في هذا السوق.
في الوقت الحالي، تصنع ابل أجهزة صناديق البث المعروفة باسم “Apple TV” والتي يُمكن توصيلها بشاشات التلفزيون. ومع ذلك، فإن الأنباء الجديدة تعكس من جديد احتمالية اشتعال المنافسة في سوق شاشات التلفزيون إذا قررت ابل فعليًا تصنيع شاشات تلفزيون بشكل مباشر.
في نفس الوقت، من السابق لآوانه معرفة كيف تخطط شركة ابل للمنافسة في هذا السوق، من حيث المواصفات والميزات والأسعار. هناك العديد من الوحوش في هذا السوق، أمثال سامسونج و LG و SONY و TCL و Vizio وغيرهم الكثير من العلامات التجارية التي تصنع التلافز بنطاقات سعرية مختلفة وتفاوت كبير في المواصفات والخصائص.
ولكن إذا قررت ابل المنافسة في هذا السوق، فسيكون من المثير للاهتمام رؤية التوافق والتكامل الذي قد تمتاز به شاشات تلفزيون ابل مع النظام البيئي الشامل الخاص بها.
الجدير بالذكر أن سوق التلفزيونات الذكية مزدحم للغاية، ولا يُثمر إلا عن هوامش ربح منخفضة جدًا بسبب ارتفاع تكاليف التصنيع والإنتاج للمعدات والتقنيات الدقيقة والمتطورة. ولكن بالنسبة لشركة ابل، فمن الممكن أن تكون الأمور مختلفة نسبيًا إذا اتخذت مسارًا فريدًا وكثفت جهودها للتركيز على تصنيع أجهزة عالية الجودة تستهدف الطبقة العليا من المستخدمين على وجه الخصوص.
