يبدو أن استخدام ChatGPT في الجريمة قد يتحقق في أي وقت قريب، على الأقل وفقًا لما ورد من بعض خبراء الأمن والحماية السيبرانية في منظمة اليوروبول.
تم إطلاق ChatGPT لأول مرة في نهاية عام 2022، وأصبح حديث الجميع فورًا. وبعد ثلاثة أشهر، تمت ترقية ChatGPT بشكل كبير إلى GPT-4، وسيكون قادرًا قريبًا على تصفح الويب المباشر.
نحن نشهد فجر الذكاء الاصطناعي (AI)، مثلما نراه في الأفلام.
لم يصل ChatGPT إلى مستوى الذكاء الاصطناعي العام (AGI) بعد، ولكنه يبدو واعدًا جدًا. وكما هو الحال مع أي تكنولوجيا جديدة يمكن استغلالها لأغراض إجرامية، يمكن للمجرمين استخدام ChatGPT في الجريمة لاستغلال مستخدمي الإنترنت.
أصدرت منظمة اليوروبول بالفعل تقريرًا حول هذه المسألة، حيث أبرزت ثلاثة طرق رئيسية يمكن استخدامها من قِبَل المجرمين للاستفادة من ChatGPT.
يمكن لـ ChatGPT ومنتجات الذكاء الاصطناعي الشبيهة إنشاء جميع أنواع المحتوى بسرعة عند الطلب، سواء كان ذلك خطاب تغطية أو مقالًا أو كود برمجي لتطبيق. يمكن لـ ChatGPT إنتاج كل ذلك وأكثر وفقًا لمواصفاتك.
وكلما كانت تعليماتك أفضل، كان النتيجة أفضل. وإذا لم تكن راضيًا عن المسودات التي يقدمها ChatGPT، يمكنك دائمًا تقديم ملاحظاتك حتى يتمكن روبوت الدردشة من تسليم نسخ أفضل.
لذا، ليس من المستغرب أن كل من جوجل ومايكروسوفت تبذلان الكثير من الجهد لدمج حلول الذكاء الاصطناعي في تطبيقات الإنتاجية. أو أن الأشخاص الذين يصعب عليهم البرمجة يستخدمون ChatGPT للمساعدة في إنشاء التطبيقات والمواقع.
هنا يأتي تقرير يوروبول. حيث حذرت شرطة الاتحاد الأوروبي من أن المجرمين يمكنهم استخدام ChatGPT في الجريمة.
إضافات ChatGPT: ميزة جديدة من OpenAI للاتصال بالخدمات الأخرى
استخدام ChatGPT في الجريمة
أبرزت يوروبول وفقًا لرويترز، ثلاثة طرق محتملة لاستخدام ChatGPT من قِبَل المجرمين.
وقالت يوروبول: “نظرًا لتحسين قدرات LLMs (النماذج اللغوية الكبيرة) مثل ChatGPT باستمرار، فإن استغلال هذه الأنظمة الذكية من قِبَل المجرمين يعطينا نظرة مشؤومة. قدرة ChatGPT على صياغة نصوص واقعية للغاية، تجعل منها أداة مفيدة لأغراض الصيد الاحتيالي”.
يواجه معظم الناس محتوى الصيد الاحتيالي يوميًا تقريبًا، ويمكن للكثيرين التعرف على رسالة الصيد الاحتيالي. فالرسالة التي تحاكي الشكل الرسمي مثل التي تتلقاها من مؤسسة مصرفية أو حتى نتفلكس، تكون بها أخطاء واضحة. وقد يكون ذلك بسبب طريقة صياغة الرسالة، أو الأخطاء الإملائية التي تكشف هوية المرسل.
يمكن لـ ChatGPT حل كل ذلك باستخدام نصوص تبدو تمامًا مثل رسالة عادية من إحدى تلك الشركات، وتحتوي على علامات الترقيم الصحيحة. وبما أن GPT-4 يأتي مع دعم متعدد الوسائط، فإن القراصنة ليس عليهم أن يتحدثوا الإنجليزية لاستهداف المستخدمين الذين يتحدثون الإنجليزية بالمحتوى الخبيث، أو غيرها من اللغات.
ذو صلة: يمكنك الآن استخدام ChatGPT على ايفون بدلًا من سيري
من جانب آخر، يتعلق استخدام ChatGPT الخبيث الآخر بانتشار الدعاية والتضليل. حيث يتيح للمستخدمين إنشاء ونشر رسائل تعكس سردًا محددًا بجهد ضئيل نسبيًا، وفقًا لليوروبول. يمكن لأي شخص تغذية مجموعة من التعليمات إلى ChatGPT وتشكيل النص الذي يخدم هذه الأغراض الخبيثة.
لذلك، فإن الأشخاص الذين يرغبون في إنشاء محتوى مُضلل لن يضطروا للقلق بشأن أي حواجز مدمجة في ChatGPT، ولن يقاوم الذكاء الاصطناعي. ما على المُجرم سوى إعطائه التعليمات الصحيحة.
أخيرًا، يسلط يوروبول الضوء على طريقة أخرى تُمكّن المجرمين من الاستفادة من قدرات ChatGPT الواسعة، وهي طلب من الذكاء الاصطناعي إنشاء كود برمجي خبيث.
ومرة أخرى، سيسلم الروبوت على الأرجح النتائج المتوقعة. حتى لو قامت شركة OpenAI بوضح حواجز لمنع مثل هذا الاستخدام، يمكن للمجرمين أن يكونوا إبداعيين في تعليماتهم لـ ChatGPT لإنجاز ما يريدونه.
اقرأ: ChatGPT API متاح الآن للمطورين لدمج الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتهم
من المهم ملاحظة أن هذه الاستخدامات الخبيثة لـ ChatGPT ليست محدودة فقط لمجرمي الإنترنت. فقد يستخدم هذا الذكاء الاصطناعي بشكل خبيث أيضًا من قبل دول أو منظمات ذات أجندات سياسية أو عسكرية. وهذا يشير إلى أهمية مراقبة وتنظيم استخدام تلك الأدوات المتقدمة.
وعلى الرغم من أن ChatGPT وغيرها من أنظمة الذكاء الاصطناعي يمثلون تقدمًا هائلاً في تكنولوجيا المعلومات، إلا أنها تأتي بتحديات ومخاطر جديدة. لذا يجب علينا التأكد من أن نستخدم هذه الأدوات بشكل مسؤول وفعال، وأن نتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أنفسنا وبياناتنا من الاستخدام الخبيث.