لعبت التكنولوجيا دورًا مهمًا خلال العقد الماضي في تعزيز العملية التعليمية لدى الطلاب، بفضل انتشار الأجهزة الذكية والمناهج الأونلاين المتاحة على المنصات التعليمية في الويب، وبالتالي أصبح لا حدود في التعلّم من أي بلد أو مكان حول العالم. ومع صعود تطبيقات الذكاء الاصطناعي (Artificial intelligence) بوتيرة متنامية في قطاع التعليم، توفّرت طرقًا جديدة لم تكن معهودة من قبل في تحسين التعلّم، وقد غيّرت كثيرًا من النمط التقليدي المستخدم في التعليم.
استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم
لا يقتصر استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم على فئة الطلاب وحسب، بل يساهم أيضًا في تحسين طرق التعلّم واستخدام أدوات جديدة تساعد المعلمين على أداء واجبهم التعليمي تجاه طلابهم بأفضل صورة. ووفقًا لموقع محرك أبحاث السوق، يتوقّع بأن يصل سوق الذكاء الاصطناعي العالمي في التعليم إلى 12 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027 مع معدل نمو سنوي بنسبة 45٪ خلال هذه الفترة.
- اقرأ أيضًا: أفضل مواقع دورات للتعليم الأونلاين
كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التعليم
فيما يلي عزيزي القارئ أفضل 7 طرق يمكن الاستفادة منها في استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم.
أتمتة المهام
يستخدم الذكاء الاصطناعي اليوم في أتمتة المهام بالعديد من القطاعات الصناعية، كما أنها مفيدة جدًا في قطاع التعليم، حيث عادةً ما يتطلّب من المعلمين إدارة بيئة فصول الطلاب بجانب العديد من المهام الإدارية الأخرى، فهم لا يقومون بالتدريس فقط بل يقضون الوقت أيضًا في تصحيح الاختبارات والامتحانات وتقييم الواجبات المنزلية وإعداد تقارير فصلية، مما يجعلهم منهمكين في الكثير من المهام غير التعليمية. ويساعد الذكاء الاصطناعي على حل هذه المعضلة بتوفير الوقت للمعلمين، من خلال أتمتة هذه المهام لجعلهم يركّزون على مهمتهم الأساسية المتمثّلة في التدريس.
تخصيص التعلّم
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم من خلال تخصيص البرامج التعليمية للطلاب بشكلٍ تكيفي، إذ يركز هذا النظام الحديث على احتياجات كل طالبٍ بشكل فردي اعتمادًا على تحصيلاته الأكاديمية السابقة، لتسليط الضوء على المواضيع التي يكون فيها الطلاب ضعيفين فيها أو لم يتقنوها على الوجه المطلوب. مما يجعل من عملية تخصيص التعليم عبر الذكاء الاصطناعي سلسة وأكثر فائدة للطلاب، وسيقتصر دور المعلمين في تقديمهم للدعم والمساعدة التي يحتاج إليها طلابهم.
وصول التعليم للجميع
ما يميز استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم هو أنه ساهم أيضًا في الوصول إلى مجتمعات ذوي الاحتياجات الخاصة مثل مجتمع الصُم والإعاقة البصرية، أو الطلاب الذين يتحدّثون لغات مختلفة بطريقة لم تكن معهودة من قبل، بالإضافة إلى مساعدة الذين يتغيّبون عن حضور الدروس الفعلية بسبب المرض. فعلى سبيل المثال، يتيح برنامج باور بوينت ميزة «الترجمة مع الشرح» في الوقت الفعلي أثناء تقديم دروس مباشرة على الإنترنت للطلاب، مما يفتح آفاقًا جديدة في مشاركة الطلاب من مختلف المجتمعات حول العالم والتفاعل مع الدروس دون أي قيود أو تحديات.
إنشاء محتوى تعليمي ذكي
يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المعلمين على إنشاء محتوى تعليمي ذكي؛ ليجعل من عملية التدريس والتعليم أكثر راحة لهم ولطلابهم، سواء في الدراسة أو كتابة التقارير العلمية أو إجراء التجارب المعملية أو كتابة الواجبات المدرسية وتقديمها لهم على هيئة:
دروس رقمية
تشمل إنشاء منصّة تعلم رقمية ذكية عبر الذكاء الاصطناعي، تحتوي على إرشادات دراسية ومقاطع فيديو مسجّلة للدروس وكتب رقمية وكل ما يتعلّق بالتعليم الرقمي.
عرض المعلومات بطرق عديدة
تعتبر تقنيات المحاكاة والتصوّر والدراسة المعتمدة على الويب باستخدام الذكاء الاصطناعي، جميعها طرق مختلفة لإيصال المعلومات إلى الطلاب بطرق متنوّعة.
تحديث المحتوى التعليمي بانتظام
يمكن إنشاء محتوى التعليم الرقمي وتحديثه بانتظام بواسطة الذكاء الاصطناعي، لكي تكون المعلومات المقدّمة للطالب محدّثة ومواكبة للتقدّم العلمي الذي يحدث سنويًا.
- اقرأ أيضًا: إطلاق ASKfm لمحرك الذكاء الاصطناعي الخاص بها يزيد فورًا تفاعل المستخدمين بنسبة تتراوح ما بين %20 إلى 50%
تعليم المعلم
من بين الأشياء الراسخة في التعليم، هو أنه لا حدود في التعلم! مهما اكتسبت من معرفة وتجارب وخبرات، لذلك يجب ألا يعتمد المعلم على معرفته القديمة فقط لتدريس طلابه، فهناك الكثير من الحقائق والمعلومات العلمية المحدّثة التي يجب تمليكها لهم. ويُعد الذكاء الاصطناعي خير سبيل للحصول على معلومات شاملة حول مجالاتهم التعليمية، مما يسمح لهم بمواكبة كل جديد في اختصاصاتهم لتطوير معرفتهم القديمة، وبالتالي ستتوفر لديهم قاعدة معرفية صلبة أكثر عمقًا وشمولًا لتعليم الطلاب في عصر التقدّم التكنولوجي المتسارع.
تحديد نقاط الضعف في الفصل
من بين المفاهيم المغلوطة حول الذكاء الاصطناعي هو أنه سيحل مكان المعلمين وهذا ليس صحيح تماما، فالغرض الأساسي منه هو إكمال دور المعلم؛ لتعزيز العملية التعليمية لدى الطلاب. فمثلًا يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد الأسئلة التي يتفادى الطلاب الإجابة عليها أو معرفتهم ضعيفة للإجابة عليها، وبالتالي يتم تنبيه المعلمين على سد هذه النواقص من خلال إعادة تدريس المواد التي لم يستوعبها الطلاب على نحو جيد. مما سيجعل المعلم أكثر عرضة للمساءلة والالتزام باتباع أفضل الممارسات في العملية التعليمية.
مساعدة الطلاب في أي وقت
لا يقتصر اكتساب المعرفة الجديدة عبر استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم على المعلمين فقط، بل حتى الطلاب بمقدورهم طلب المساعدة حول أي موضوع تعليمي بفضل روبوتات الدردشة. إذ تعيّن سابقًا على الطلاب الذين لا يحصلون على حلول أو إجابات للمواضيع الشائكة للاستفسار عنها، إلا عندما يجتمعون مع معلميهم داخل الفصول، حيث تتاح لهم الفرصة لطرح أسئلتهم واستفساراتهم. أما اليوم فقد صُمّمت العديد من روبوتات الدردشة المبنية على الذكاء الاصطناعي، لمساعدة الطلاب في التعليم وتقديم إجابات لاستفساراتهم في أي وقت يفضّلون.
في الختام
يعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم الحديث أمرًا مهم جدًا؛ لمساعدة المعلمين على تطوير قدراتهم في العملية التعليمية بأفضل صورة ممكنة، وإتاحة كافة المعلومات التي يحتاجون إليها لتعزيز معارفهم العلمية. بجانب السماح لهم بإنشاء محتوى تعليمي مخصّص يتناسب مع مختلف قدرات طلابهم والوصول حتى إلى الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وأتمتة المهام غير التعليمية لتوفير المزيد من الوقت للتدريس والتأثير على الطلاب على نحو أفضل.