رفعت عدّة هيئات تعليمية في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية دعاوي قضائية ضد عمالقة التقنية من شركات التواصل الاجتماعي، زاعمين أن الأثر السلبي على صحة الشباب يساهم بشكل كبير في تدهور الصحة العقلية.
تم رفع الدعوى القضائية الأولى في يناير بواسطة مدارس سياتل العامة، وزعمت الدعوى أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي قامت بتصميم وتسويق منصاتها -عن عمد- لجذب الشباب، وانتهكت قانون ولاية واشنطن للإزعاج العام.
ثم رُفعت دعاوي قضائية مماثلة الشهر الماضي في كل من فلوريدا ونيوجيرسي.
كما رفع مجلس التعليم في مقاطعة سان ماتيو في كاليفورنيا دعوى قضائية يوم الإثنين الماضي تزعم فيها أن كل من يوتيوب، وتيك توك، وسناب شات، بالإضافة إلى الشركات الأم “تخلق هذه الأزمة الصحية العقلية غير المسبوقة عن قصد”.
وزعمت الدعوى الأخيرة أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي الكبرى استخدمت تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لتصميم منصاتها “لتكون مُسببة للإدمان ولتقديم محتوى ضار للشباب بشكل متعمد”.
كما رفعت مقاطعة باكس في ولاية بنسلفانيا دعوى قضائية يوم الأربعاء الماضي تزعم فيها أن الشركات التي تدير تيك توك وإنستغرام وفيسبوك وسناب شات ويوتيوب، قد غذّت الأثر السلبي على صحة الشباب العقلية، من خلال تصميم وتسويق منصاتهم بطرق “تشجع على إدمان الشباب”.
وفي نفس الإطار، قال بوب هارفي، رئيس مفوض مقاطعة باكس في بيان: “لفترة طويلة جدًا، استغلت هذه الشركات عقول الشباب دون عواقب، وتاجرت بالرفاهية العقلية لأطفالنا مقابل مليارات الدولارات من عائدات الإعلانات”.
الأثر السلبي على صحة الشباب
ومن الواضح أن هذه الدعاوي القضائية كان مُرتبًا لها بين مُختلف المناطق التعليمية داخل الولايات المتحدة الأميركية. وتأتي بعدما حذّر خبراء الرعاية الصحية مرارًا وتكرارًا من العلاقة بين الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي ومشاكل الصحة العقلية لدى الأطفال.
قد يهمك: مارك زاكربيرج ينفي بأن فيسبوك تضع أولوية الربح على حساب سلامة المستخدم
وأشارت الدعوى القضائية من سان ماتيو إلى البيانات الحديثة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، والتي أظهرت أن الشباب كانوا يعانون من ارتفاع في معدلات مشاكل الصحة العقلية وخطر الانتحار.
من جانبها، ألمحت شركات التواصل الاجتماعي إلى ميزات الرقابة الأبوية وجهود سلامة الأطفال، بحجة أن المستخدمين الصغار سنًا لن يتخلوا عن هذه التطبيقات، ولكن من المهم أن يلعب الآباء دورًا في ضمان استخدام الأطفال لها بطريقة صحية.