إذا طلبت مني أن أحصي لك عدد الميزات الفريدة التي يتمتع بها نظام iOS ولا يُمكن العثور على ما يقابلها في نظام أندرويد، فسوف أذكر لك منها رقمًا فلكيًا لدرجة أنك ستُصاب بالملل قبل أن أستكمل لك القائمة إلى نهايتها. iOS نظام تشغيل رائع، مرن وسهل الاستخدام، يضع الخصوصية على قمة الأولويات، ويضيف العديد من الميزات القابلة للتخصيص بصورة منتظمة.
أنا واثق أنكم جميعًا تعرفون كيف تستخدمون هواتفكم الايفون، كيف تتحققون من الإشعارات الواردة، وكيف تشاركون رسالة صوتية أو مقطع فيديو مع أصدقائكم. ولكن تأكدوا أن مميزات نظام iOS التي لا مثيل لها حتى الآن تتجاوز حدود احتياجات معظم المستخدمين.
مميزات الأندرويد التي أتمنى رؤيتها على iOS
ومع ذلك، أنا لا أقول أنه نظام تشغيل متكامل أو خالي تمامًا من الأخطاء. جميع أنظمة التشغيل الأساسية التي نتعامل معها لها ما لها وعليها ما عليها. بالنسبة لمعظم الناس، يعد iOS نظامًا مثاليًا يحتوي على الكم الكافِ من الميزات التي تفيض على حاجتهم. ولكن للبعض الآخر، فهناك العديد من مميزات الأندرويد التي يلجؤون من أجلها إلى هواتف جوجل أو سامسونج للاستمتاع بها والاستفادة منها إلى حد كبير في حياتهم اليومية لأنها ليست موجودة على هواتفهم الايفون.
مميزات الأندرويد التي نتحدث عنها هي ما نتطلع لرؤيتها ونطمح لاستخدامها على نظام iOS، آجلاً وليس عاجلاً. فبمجرد أن تبدأ في استخدامها على هاتفك، ستدرك قيمتها. ولكن حتى وإن كنت لا تحتاج أيًا من هذه المميزات في الوقت الحالي، فحتمًا قد تحتاج لها في يومًا ما. وعندما يحدث ذلك، يجب أن تكون موجودة في هاتفك الايفون عندما تشتد الحاجة إليها. لذلك، نأمل أن تأخذ ابل هذه المميزات على محمل الجد وتضعها في جدول أعمالها لتوفيرها في المستقبل القريب.
-
دعم حزم أيقونات التطبيقات المُخصصة
إن عدد الميزات الجديدة القابلة للتخصيص التي قدمها نظام iOS 18 للشاشة الرئيسية لا تعد ولا تُحصى، بدءًا من تحريك الأيقونات ونقلها إلى أي مكان على الشاشة، مرورًا بتلوين الأيقونات، وحتى تغيير أحجام أدوات الويدجت وتخصيصها. في الواقع، هناك 10 ميزات جديدة في الشاشة الرئيسية وشاشة القفل على iOS 18، وجميعها استثنائية.
بالرغم من ذلك، لا يزال نظام iOS يفتقر إلى توفير دعمًا رسميًا لحزم أيقونات التطبيقات المُخصصة. يحتوي متجر جوجل بلاي على آلاف أو ربما عشرات الآلاف من حزم الأيقونات المجانية والمدفوعة. إنها واحدة من أبرز سمات قابلية وسهولة التخصيص على نظام أندرويد منذ سنوات. يمكنك بسهولة تنزيل حزمة جديدة من الأيقونات وتطبيقها على شاشة هاتفك بنقرة زر واحدة.
على الرغم من أن الإصدار الافتراضي لنظام أندرويد الجديد لا يدعم حزم الأيقونات التابعة لجهة خارجية، ولكن هناك بعض الحيل الجانبية التي تمكنك من فعل ذلك. الأهم من ذلك هو أن واجهات المستخدم البرمجية التابعة لمصنعي الهواتف الذكية تسمح للمستخدمين بتثبيت حزم مخصصة من أيقونات التطبيقات وفقًا لاحتياجاتهم.
يقدم نظام iOS 18 طريقة جديدة من أجل تلوين وتخصيص أيقونات الشاشة الرئيسية. ولكن إذا كنت قمت بتجربة هذه الطريقة، فسوف تشعر بأنها مملة وتستغرق الكثير من الوقت والجهد، على عكس أندرويد الذي يسمح لك بتنزيل حزمة الأيقونات التي تناسب ذوقك وتتماشى مع خلفية الشاشة الرئيسية أو السمة (الثيم) على هاتفك وتثبيتها بسهولة.
-
دعم حسابات متعددة للضيوف على نفس الهاتف
هل لديك أطفال في المنزل؟ بالتأكيد أنت تعلم مقدار الألم الذي ستتحمله عندما تشارك هاتفك مع أطفالك أو أطفال أخوتك لتشغيل العابهم المفضلة. إنها أسرع طريقة لخسارة بياناتك الثمينة وحذف تطبيقاتك المهمة. لهذا، إذا كنت تستخدم هاتف أندرويد، فهناك ما يُعرف باسم “ملفات التعريف الثانية” وهي عبارة عن ميزة تسمح لك بإنشاء حساب جديد للضيف على الهاتف.
حساب الضيف لا يُمكنه الوصول أو الدخول إلى حساب المالك الأساسي للهاتف، بهذا الشكل، يُمكن لأطفالك الدخول إلى ألعابهم واللعب في جميع أركان الهاتف في مساحة جديدة تمامًا مخصصة من أجلهم وبعيدة عن تطبيقاتك وبياناتك الأساسية. هذه الميزة موجودة منذ سنوات في واجهات المستخدم التي تقدمها شركات التصنيع. ولكونها ميزة أساسية وغاية في الأهمية، قررت جوجل إضافتها في نظام أندرويد 15 باسم “المساحة الخاصة”.
والآن، نظام iOS هو أحد أكثر أنظمة التشغيل التي تهتم بخصوصية المستخدمين، فكيف تفتقر إلى ميزة رئيسية مثل ملفات التعريف المتعددة، هذا هو السؤال الأكثر أهمية. ملفات التعريف الخاصة بالضيوف تضمن للمالك الأصلي عدم وصول الضيف إلى التطبيقات الهامة والعبث بها أو التطفل على البيانات الشخصية. هذه من أهم مميزات الأندرويد التي لا يزال يفتقر لها نظام iOS، بما في ذلك iOS 18، على الرغم من إنها حيوية جدًا وضرورية حيث غالبًا ما يقوم الأشخاص بمشاركة أجهزة الايفون والايباد مع أفراد عائلاتهم.
-
وضع تقسيم الشاشة لتشغيل تطبيقين جنبًا إلى جنب
برغم العديد من ميزات iOS 18 التي تساهم بفعالية في تحسين الإنتاجية أثناء التعامل مع تعدد المهام، إلا إنه لا يزال يفتقر لميزة حيوية جدًا موجودة في أندرويد منذ سنوات، وهي ميزة وضع تقسيم الشاشة. يسمح لي نظام أندرويد بتقسيم الشاشة إلى نصفين لتشغيل تطبيقين بجانب بعضهما البعض دون أن اضطر إلى فتح درج التطبيقات والانتقال يدويًا إلى التطبيق الآخر.
يجب أن تفكر في كم الفوائد التي قد تعود على المستخدمين بتوفير ميزة وضع تقسيم الشاشة. إنها ميزة مُخصصة للأجهزة اللوحية والهواتف القابلة للطي بالمقام الأول لكونها تتمتع بشاشات أكبر حجمًا من شاشة الهاتف. ولكنها لا تزال مفيدة أيضًا على شاشات هواتف الأندرويد العادية.
يمكنك بسهولة استخدام تطبيق الملاحظات والبريد الإلكتروني في آن واحد لتدوين أبرز وأهم العناوين التي تحتاج للاطلاع عليها لاحقًا. يمكنك فتح تطبيق الترجمة والمستندات بجانب بعضهما البعض لترجمة الكلمات الصعبة والمعقدة دون الحاجة للتبديل بين التطبيقين كل لحظة والأخرى، قِس على ذلك تطبيق الآلة الحاسبة. هناك سيناريوهات عديدة يُمكن أن تصبح فيها ميزة تقسم الشاشة مفيدة للغاية.
إنها إحدى أفضل مميزات الأندرويد التي تساعد في تحسين سير العمل للطلاب والموظفين ورجال الأعمال لأنها تسمح لهم بالاستمرار في استخدام التطبيق الأساسي من ناحية، بينما لا يزال بإمكانهم الاطلاع على البيانات الهامة في التطبيق الآخر من الناحية الأخرى، ودون الحاجة لدرج التطبيقات نهائيًا. للأسف لا يزال نظام iOS يفتقر لهذه الميزة حتى الآن.
- اقرأ أيضًا: مميزات تحديث iOS 18 التي لم يخبرك بها أحد من قبل!
-
دعم التحكم الدقيق في الإشعارات
تجلب ميزات Apple Intelligence المستندة إلى الذكاء الاصطناعي بعض الميزات المفيدة لنظام الإشعارات. بعيدًا عن كونها ميزة حصرية لهواتف ايفون 15 برو، إلا إنها ليست بنفس مقدار الذكاء أو دعونا نقول “قابلية التخصيص” إن صح التعبير مثلما يقدمها نظام أندرويد.
في حين أن نظام iOS 18 – بمساعدة الذكاء الاصطناعي طبعًا – تلخيص الإشعارات المهمة وترتيبها وفقًا لأولوياتها، إلا إنه لا يسمح للمستخدم تقييد أو حظر الإشعارات من تطبيق معين حتى الآن. الأكثر أهمية من ذلك أنه في نظام أندرويد يمكنك تعيين أصوات مخصصة ومختلفة عن بعضها لإشعارات التطبيقات.
على الرغم من كونها إحدى مميزات الأندرويد البسيطة، ولكنها مفيدة من الناحية العملية عندما تقوم بتثبيت العديد من التطبيقات، حيث الوقت الذي يصبح فيه مركز إشعارات الايفون بمثابة مرتع لفوضى الإشعارات الغير ضرورية.
-
لانشر مُخصص
سواء أعجبك لانشر الايفون الافتراضي أم لم يعجبك، لا يمكنك تثبيت لانشر تابع لجهة خارجية، والأسوأ من ذلك أن شركة ابل لا تقدم العديد من الخيارات في هذا الصدد. يجب أن تتحمل لانشر الايفون الافتراضي بصرف النظر عن ميولك تجاهه – إيجابية كانت أو سلبية.
أما بالنسبة للتطبيقات البديلة، تسمح لك ابل باستبدال المتصفح والبريد الإلكتروني، ولكنها لا تسمح لك باستخدام تطبيق بديل للخرائط طالما لا يعمل هاتفك الايفون بنظام iOS 17 أو أحدث منه. تطبيق خرائط ابل Apple Maps من تطبيقات الخرائط الموثوقة والتي يُمكن الاعتماد عليها فعلاً، ولكن هذا بشرط أن تكون مقيمًا بالولايات المتحدة أو أوروبا. أما فيما عدا ذلك، لا يمكنك استخدام تطبيق خرائط ابل لأنه غير جدير بالاستخدام في معظم البلدان العربية وشمال إفريقيا.
لذلك، يتفوق نظام أندرويد على نظام iOS في سهولة التخصيص. بينما يسمح لك نظام أندرويد بتثبيت لانشر مختلف لتغيير مظهر هاتفك وتجربة استخدامه بشكل كامل، إلا أنك ما زلت عالقًا مع اللانشر الافتراضي على نظام iOS وليس هناك من بديل لذلك. في الواقع، يمكنك حتى استبدال مساعد جوجل الصوتي بأي مساعد رقمي آخر، ولكن مع iOS لا بديل عن Siri. هذا لا يعني أن مساعد Siri سيئًا، بالعكس، خاصةً عندما نحصل على الإصدار المدعوم بالذكاء الاصطناعي منه في وقت ما خلال 2025.
-
تثبيت التطبيقات عن بُعد على هاتف آخر
من مميزات الأندرويد الرائعة أنه يحاول جعل حياتك أكثر راحة ومرونة أثناء التعامل مع متجر جوجل بلاي. في الوقت الذي يستضيف فيه متجر الآب ستور لتطبيقات عالية الجودة، يحاول جوجل بلاي من ناحية أخرى منحك القدرة على تثبيت التطبيقات عن بُعد على هواتفك ولوحياتك الأخرى المرتبطة بنفس حسابك.
يمكنك أيضًا تثبيت التطبيقات عن بُعد على جهاز تلفزيون Android TV حتى وإن لم تكن موجودًا أمام الشاشة. في أي وقت يمكنك الوصول فيه إلى متجر جوجل بلاي، فأنت قادر على تثبيت التطبيقات عن بُعد على جميع أجهزتك المرتبطة بنفس الحساب. وحتى إذا لم يكن الهاتف أو الجهاز الآخر في متناول يديك، فعند عودتك ستجد إشعار تنبيه لإعلامك بأن هناك تطبيق تم تثبيته على جهازك. للأسف الشديد، يفتقر نظام iOS لأي ميزة مماثلة، في الواقع، نظام iOS 18 يفتقر إلى أي ميزات تركز على متجر تطبيقات الآب ستور حتى الآن.
ابل تفعل ما في وسعها
هناك العديد من مميزات الأندرويد التي شقت طريقها إلى iOS على مر السنين. نحن واثقين أن شركة ابل ليست نائمة أو غير مدركة لجميع مميزات الأندرويد المفيدة التي يجب نسخها وتنفيذها على نظام iOS.
نحن متفهمين أيضًا قيود نظام iOS المُغلق الذي يقيّد أو يحظر وجود بعض الميزات التي قد تعتقد ابل أنها سببًا لانتهاك خصوصية المستخدمين. كما إننا سعداء للغاية مع ميزات iOS 18 الثورية والتي لا تزال متقدمة على الأندرويد بفراسخ من السنوات الضوئية. ولكن كلما تمكنت ابل من تقليص فجوة المرونة وقابلية التخصيص بين نظامها ونظام أندرويد، كلما استطاعت أن تضمن ولاء المخلصين للعلامة التجارية بشكل أكبر.