تُحقق كل من مايكروسوفت والبنتاجون (وزارة الدفاع الأميركية) في خطأ تسبب في كشف ما لا يقل عن تيرابايت من رسائل البريد الإلكتروني العسكرية، بما في ذلك المعلومات الشخصية للعسكريين والمحادثات بين المسؤولين، الأمر الذي سلّط الضوء على المخاطر الأمنية المتعلقة بنقل بيانات البنتاجون الحساسة إلى سحابة مايكروسوفت.
تولّت القيادة الإلكترونية في البنتاجون زمام التحقيق مع مايكروسوفت التي تُدير خدمة Azure للتخزين السحابي. وقالت مصادر مُطلعة أن المعلومات الموجودة على خادم قيادة العمليات الخاصة الأميركية كان بالإمكان الوصول إليها بدون كلمة مرور.
وذكرت المصادر أن المُحققين لم يتوصلوا إلى أي إشارة بخصوص وصول أي شخص إلى هذه البيانات، لكنهم مستمرون في العمل على تقييم تداعيات هذا التسريب.
تحقيق مايكروسوفت والبنتاجون
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية إن البنتاجون في المراحل الأولى من تقييم تقارير رسائل البريد الإلكترونية المكشوفة، وأضافت إلى أن الوزارة لا تُعلّق على أمن أنظمتها.
جدير بالذكر أن رسائل البريد الإلكتروني المكشوفة كانت تحتوي على محادثات بين مسؤولين في البنتاجون، بالإضافة إلى البيانات الشخصية لبعض الموظفين في الوزارة.
وأشارت المصادر إلى أن التسريب قد يكون ناتجًا عن خطأ في إعداد خادم مايكروسوفت جعله متاحًا لعامة الناس، واختلفت تقييمات المُحللين حول المُخطئ في الإعداد، حيث قال أحدهم إن الخطأ بسبب موظف البنتاجون، وقال آخر أن مايكروسوفت هي المسؤولة.
قد يهمك: مايكروسوفت تطوّر نسخة أوفيس تعمل بالذكاء الاصطناعي من ChatGPT
بعد هذا التسريب نتيجة تعاون مايكروسوفت والبنتاجون، من المتوقع أن تتعرض وزارة الدفاع الأميركية إلى تدقيق إضافي قبل نقل بياناته إلى خدمات التخزين السحابي التجارية.
المُثير للاهتمام أن الكشف عن التسريب يأتي بعد أيام فقط من تقرير المفتش العام في البنتاجون في 15 فبراير، والذي قال فيه إن موظفي الوزارة قد لا يكونوا على دراية بنقاط الضعف ومخاطر الأمن السيبراني المتعلقة بالتخزين السحابي للبيانات.
كما أن هذا التسريب سيؤدي إلى تعقيد الأمور بالنسبة لشركة مايكروسوفت عند محاولة الحصول على عقود حكومية في المستقبل، خصوصًا وأنها واحدة ضمن أربع شركات -إلى جانب ألفابت وأوراكل وأمازون- اختارها البنتاجون للتنافس على عقد قيمة 9 مليارات دولار لتقديم خدمات التخزين السحابي.