جميعنا نتطلع إلى ذلك اليوم الذي سنتمكن فيه من الاستمتاع بألعاب الواقع الافتراضي الغامرة على هواتفنا المزودة بتقنية اتصال الجيل الخامس 5G بسهولة وسرعة عالية.
لكنّ تقدم تقنية الجيل الخامس 5G فيما يتعلق بالنطاق الترددي ومعدل الاستجابة سيتخطى تجربة المستهلك حيث ستكون التقنية أيضاً عامل تغيير قوي للشركات والمصنعين والجامعات والمستشفيات والقطاع العام وغيرها من المجالات الحيوية.
بالنسبة للعديد من هذه الجهات، ستكون شبكة الجيل الخامس الخاصة هي التوجه الأبرز للمرحلة القادمة وفي الغالب سترافقها تقنية Wi-Fi 6. سيرغب الجميع في الارتقاء إلى المستوى التالي من الرقمنة والتحول الرقمي كالاستفادة مثلاً من الإمكانات الكاملة لـتقنيات إنترنت الأشياء. ومن خلال تمكين هذه الشركات من بناء وتطوير البنية التحتية وإعادة تكوينها بسهولة لتلبية احتياجاتها ومتطلبات عملائها، مع الحفاظ على مستويات صارمة من الأمان المشدد، ستكون الشبكات الخاصة من الاستثمارات الجوهرية.
ترتكز القفزة التالية في مجال الاتصال والتنقل على أحدث التطورات على صعيد الشبكات. فقد أصبحت الشبكة كنظام أفضل وأسرع وأكثر ذكاءً وهي قادرة على المعالجة والاستجابة والتفاعل في أجزاء من الثانية فقط. وسيكون هذا التطور في ركائز الشبكة الأساسية ولهذا السبب سيكون أثر اتصال الجيل الخامس 5G أكبر من أثر التحول من الجيل الثاني إلى الثالث أو الثالث إلى الرابع.
فيما يلي خمسة أسباب لاعتماد شبكة الجيل الخامس الخاصة:
- اتصال الجيل الخامس 5G جاهز لدعم إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والصيانة التنبؤية وغيرها من التقنيات: لقد أظهرت كل تلك التقنيات الناشئة إمكانيات واعدة وهائلة على مدى السنوات. لكن سرعة اتصال الجيل الخامس والاستجابة السريعة سيساعدان في إطلاق العنان لكامل إمكاناتها. والمصانع الذكية ليست سوى مثال واحد من بين العديد من الأمثلة. فمن خلال تمكين مستشعرات إنترنت الأشياء في كل مكان إلى الروبوتات المتنقلة وفائقة الذكاء، يمكن للجيل القادم من الشبكات اللاسلكية أن يحدث نقلة نوعية في نماذج التصنيع التي تعود بعيداً بالزمن إلى هنري فورد. فبدلاً من تحريك الأجزاء على ناقل، على سبيل المثال، يمكن للروبوتات المتحركة أن تتجول عبر أرضية المصنع بحرية غير مقيدة بكابلات ليفية، لتتوجه إلى أي مكان وحيثما تتطلب الحاجة. وفي الوقت نفسه، ستولد مجموعات نقاط النهاية الخاصة بإنترنت الأشياء كميات ضخمة من البيانات مما يتيح مستويات جديدة من تتبع المخزون والسلامة والاستدامة والإنتاجية. ستشمل هذه التحولات أيضاً الرعاية الصحية وتجارة التجزئة والمدن الذكية وغيرها.
- الشبكة الخاصة تعني مستويات أمان ومرونة أكبر وقدرة على التحكم: تمتلك شبكات الجيل الخامس العامة إمكانيات كبيرة للغاية. لكن شبكة الجيل الخامس الخاصة توفر للشركات مزايا التحكم والموثوقية التي ستحتاجها لأنشطة معينة ذات مهام حساسة بطبيعتها، إلى جانب التكامل السلس مع أنظمتها الحالية. ويمكن أن يكون ازدحام الشبكة مشكلة في الشبكات العامة، على سبيل المثال. لكن شبكة الجيل الخامس الخاصة غير محدودة ويمكن إعادة تكوينها بسهولة أكبر. إلى جانب ابتكاراتها المستمرة، تدرك سيسكو الاحتياجات الفريدة لعملائها فهي تمتلك سجلاً قوياً في بناء شبكات آمنة للشركات والصناعات. علاوة على ذلك، بإمكانها ضمان استفادة الشركات من المكاسب التي يمكن تحقيقها عبر الجمع بين شبكات الجيل الخامس الخاصة وشبكات Wi-Fi وشبكات LoRaWANوشبكات بلوتوث منخفضة الطاقة وغيرها، وذلك عن طريق ربطها معاً لإنشاء تجربة سلسة وآمنة لقسم تقنية المعلومات والمستخدمين النهائيين على حد سواء. كما تحد شبكات الجيل الخامس الخاصة من التهديدات الإلكترونية عن طريق خفض مستوى التعرض للواجهات العامة. لذلك، ستبرز أهمية الجيل الخامس في المجالات الحساسة مثل أسرار الدولة أو الملكية الفكرية أو البيانات الشخصية.
- الشبكات المبتكرة تعني تحقيق وفورات الحجم: يمكن للابتكارات النوعية أن تحقق وفورات اقتصادية هائلة. سيقود عصر اتصال الجيل الخامس تدفقاً ضخماً من البيانات. لذلك، يجب أن يكون أساس الشبكة مرناً وقابلاً للتطوير والعمل توازياً مع تمكين تقنيات الأجهزة المتحركة. وشركة سيسكو تقود تحولاً جذرياً مماثلاً في الشبكات مع منتجاتها التي توفر نطاقاً ترددياً أكبر بنسبة 35% مع استهلاك طاقة أقل بمقدار 26 مرة في حزمة أصغر وأخف وزناً وأقل تكلفة.
- تقنية الجيل الخامس قادرة على وضع تصورات جديدة للصناعات: من الجراحة الروبوتية والسيارات ذاتية القيادة إلى التوصيل باستخدام الطائرات بدون طيار والمصانع الذكية، فإن المستقبل سيكون حافلاً بالابتكارات. ومع استمرار نمو الإنترنت بنسبة 30% على أساس سنوي، ستحتاج الشركات إلى التفكير في متطلبات المستقبل. مع توفر أساس متين ومتطور للشبكة، يمكن للجيل التالي من الشبكات اللاسلكية- مثل شبكات الجيل الخامس وWiFi 6 أن تلبي جميع المتطلبات الجديدة من المستهلكين والمواطنين والعمال ومرضى المستشفيات وغيرهم. ومع السرعات المحتملة البالغة 20 جيجابت في الثانية (1 جيجابت في شبكات الجيل الرابع) وزمن استجابة قدره 1 مللي ثانية أو أقل (من متوسط 45 مللي ثانية في شبكات الجيل الرابع) فإن شبكات الجيل الخامس ستساعد على إطلاق العنان للمستوى القادم من التحول.
- تقنية الجيل الخامس تضع شركتك على مسار التحول الجذري: كلما زادت السرعة والنطاق الترددي، تزداد وتيرة الابتكار. قبل اتصال الجيل الثاني، كان من الصعب تخيل حمل جهاز بريد إلكتروني في جيبك. وقبل الجيل الرابع، كانت مشاهدة السينما الافتراضية وحملها أثناء التنقل بمثابة الحلم. لذلك، تخيّل ما يمكن لشبكة الجيل الخامس أن تطلقه من تدفق هائل للأفكار والحلول التي لم نتخيل الكثير منها بعد. لكن الخبر المفرح هو أنه أصبح من الأسهل الآن تجهيز الشركات لكل تلك التغييرات الآتية.