مسلسل-اهتزاز-الثقة-بين-المستخدم-وشركة-جوجل-جيميناي-يصل-إلى-ذروته-هذه-المرة

جيميناي: مسلسل اهتزاز الثقة بين المستخدم وشركة جوجل يصل إلى ذروته هذه المرة

لا نعلم لماذا لا تتعلم جوجل من شركة ابل شيء أو بضعة أشياء عندما يتعلق الأمر باحترام عقول المستخدمين وعدم انتهاك خصوصياتهم. لقد تبين في النهاية أن جوجل جيميناي مثل “حوت الأوركا” الذي يتظاهر باللعب مع فريسته في البداية إلى أن يقوم بتمزيقها إلى أشلاء بأسنانه الحادة وابتلاعها في غمضة عين. وهذا ما أكده لنا أحد نشطاء الخصوصية أثناء استخدامه لإحدى خدمات جوجل المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

تختبر جوجل حاليًا نموذج الذكاء الاصطناعي “جيميناي” مع عدد كبير من خدماتها ومنتجاتها. وبينما يعد هذا أمرًا جيدًا في حد ذاته، إلا أن أحد المستخدمين خاض معه تجربة يُمكن وصفها بالمريبة أو “المشبوهة” إن جاز التعبير أثناء استخدامه لإحدى خدمات شركة جوجل.

لهذا، قرر هذا المستخدم طرح شكواه أمام الملء على منصة X، والتي ادعى فيها أن جوجل جيميناي يقوم بمسح المستندات ضوئيًا من تلقاء نفسه في على مستندات جوجل درايف “Google Drive”.

إن هذا النوع من التقارير المربكة قد يدفع بالملايين لإلغاء اشتراكاتهم مدفوعة الثمن بنموذج جوجل جيميناي المستند إلى الذكاء الاصطناعي. ولكن تمهل قليلاً، حيث تزداد الأمور غموضًا عند النظر بعمق إلى تفاصيل المشكلة.

جوجل جيميناي يتغذى على جميع مستنداتك حتى وإن لم تطلب منه

مسلسل-اهتزاز-الثقة-بين-المستخدم-وشركة-جوجل-جيميناي-يصل-إلى-ذروته-هذه-المرة

نشر كيفن بانكستون، أحد نشطاء الخصوصية والمدير الحالي لسياسة الخصوصية على منصة فيسبوك، منشورًا على منصة X يشير فيه إلى أن جيميناي يقوم بمسح مستندات المستخدم ضوئيًا بشكل تلقائي في محرر مستندات جوجل. قد يتساءل أي أحدٍ منكم كيف يتسنى لهذا الشخص معرفة أمر مثل هذا!

حسنًا، يقول بانكستون: “لقد قمت للتو بإضافة تقريري الضريبي في محرر مستندات جوجل، وبدون اتخاذ قرار بشأن حظره، فلقد قام جيميناي بتخليص الإقرار الضريبي الخاص بي من تلقاء نفسه”.

هذا يعني أن جيميناي يقوم بامتصاص جميع المستندات التي يتم فتحها على محرر جوجل درايف وكأنه يتغذى عليها، حتى وإن لم تطلب منه ذلك. لذلك، ستضطر إلى البحث عن الإعدادات التي تمنحك حرية اتخاذ القرار بشأن تقييد وكبح جماح جيميناي قبل أن يتغذى على جميع بياناتك الخاصة دون الحصول على إذن الموافقة منك.

لم تقف جوجل مكتوفة الأيدي أمام هذا المنشور، وكانت ردة فعلها سريعة حول كيفية منع حدوث هذا الهراء في المستقبل. ولكن جوجل تقول أنه عند التسجيل في خدمة Gemini for Workspace Labs، سيتعين عليك الموافقة على بنود وسياسات الاستخدام. ولكن ميزة مسح المستندات ضوئيًا داخل محرر مستندات جوجل هي من بين الميزات التي يجب تفعيلها يدويًا ضمن الإعدادات بشكل منفصل.

هذا يعني أن هناك احتمال ولو ضئيل أن يكون بانكستون هو بالفعل من قام بتمكين هذه الميزة من داخل إعدادات محرر مستندات جوجل دون أن يتذكر ذلك.

ولكن إذا كنت تريد معرفة الأغرب من ذلك فهو أنه عندما حاول هذا الشخص السباحة داخل الإعدادات لتعطيل هذا الإعداد من جديد، اكتشف في النهاية أن هذه الإعدادات معطّلة بالفعل. هذا ما دفع جوجل للرد على بانكستون مرة ثانية، ولكن يمكنك القول أنها بدلت رأيها هذه المرة.

قالت جوجل: “لقد تم تصميم ميزات الذكاء الاصطناعي الخاصة بنا من أجل منح المستخدمين حرية الاختيار بين مشاركة بياناتهم أو إبقائهم متحكمين فيها بشكل كامل. يتطلب استخدام جيميناي بعض الأذونات داخل خدمات Google Worksapce بشكل استباقي. وعندما يحدث ذلك، يحصل جيميناي على حق استخدام هذه البيانات ولكن بطريقة تضمن حماية خصوصية المستخدمين، دون أن يتم تخزينها بدون إذن”.

تواصلت شركة جوجل مع أحد المواقع التقنية لتوضيح سوء التفاهم وإظهار حسن نيتها من طريقة استخدام جيميناي لبيانات المستخدمين، وقالت أنه من الممكن أن يقوم جيميناي بتلخيص المستندات من تلقاء نفسه في حالة استخدام اللوحة الجانبية بمحرر مستندات جوجل، ولكن في جميع الأحوال لا يتم تدريب الذكاء الاصطناعي أو استخدام بيانات المستخدمين لإنشاء الملخصات، ولا يتم تخزينها بدون الحصول على إذن المستخدم.

إذًا، ما هي الدروس المستفادة من قصة بانكستون المخيفة؟ حسنًا، هذا يعني أنه يجب عليك أن تتوخى الحذر أثناء استخدام خدمات ومنتجات جوجل المستندة إلى الذكاء الاصطناعي. فإذا كنت تستخدم خدمات Google Workspace مع جيميناي، فيجب أن تتحقق من إعدادات الخصوصية والبيانات الخاصة بك وضبط الإعدادات بالطريقة التي تحترم خصوصيتك وتحمي بياناتك السرية والثمينة على نحو مثالي.