ميزات الذكاء الاصطناعي التي قدمتها ابل مع برنامج Apple Intelligence خلال مؤتمر WWDC 24، ليست ميزة حصرية لجهاز واحد، أو حتى لخط واحد من المنتجات، ولكن تم استثناء ساعة ابل وتش من الصورة بشكل كامل.
إن Apple Intelligence عبارة عن مجموعة كبيرة من الميزات التي يُمكن أن تعمل عبر مجموعة مختلفة من أنظمة التشغيل الأساسية لمنتجات مختلفة، بما في ذلك هواتف الايفون ولوحيات الايباد وأجهزة كمبيوتر ماك. باختصار شديد، يعد Apple Intelligence بمثابة مستقبل كل شيء يتعلق بالبرامج والسوفتوير لشركة ابل.
ولكن لسوء الحظ، على ما يبدو أن هناك جهاز واحد أساسي لشركة ابل لن يحصل على جرعته من الموجة الأولى من ميزات الذكاء الاصطناعي، وهذا المنتج هو ساعة ابل وتش. لقد أعلنت ابل عن الإصدار الجديد من نظام تشغيل الساعة، watchOS 11، والذي يجلب معه عددًا من الميزات الجديدة مثل تطبيق Vitals الجديد ومقاييس اللياقة البدنية المُحسنة وميزة Smart Stack الأكثر ذكاءً ووجوه الصور القابلة للتخصيص ونمط الوضع الليلي والمزيد من المميزات الأخرى. ولكن قررت شركة ابل إبقاء ميزات Apple Intelligence بعيدة عن الأجهزة القابلة للارتداء في الوقت الحالي.
لماذا لم تحصل ساعة ابل وتش على Apple Intelligence
هناك سبب منطقي يمكننا التكهن به لماذا لم تحصل ساعة ابل وتش على ميزات Apple Intelligence، ألا وهي قيود الأجهزة والمواصفات اللازمة لتشغيل ميزات الذكاء الاصطناعي. بصرف النظر عن قدرات ساعة ابل وتش، إلا إنها لا تحتوي على الموارد الكافية للتعامل مع ميزات Apple Intelligence بأي حال من الأحوال. لقد اضطرت ابل إلى حجب هذه الميزات عن هواتف ايفون 15 الأساسية وجميع هواتف ايفون القديمة، والاستثناء الوحيد كانت هواتف ايفون 15 برو ولوحيات الايباد وأجهزة ماك التي تعمل بمعالج M1.
ولكننا ما زلنا نعتقد أن ساعة ابل وتش هي الجزء أو المكان حيث من الممكن أن يكون فيه الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً وأكثر قيمة وفائدة من أي جهاز آخر. دعونا نأخذ المساعد الافتراضي Siri كمثال. يعد Siri بمثابة أداة قوية لتنفيذ العديد من المهام على أجهزة الايفون والايباد وتوفير الجهد والوقت والمزيد من النقرات على المستخدم. تخيل إذا رأينا المساعد الافتراضي Siri المدعوم بالذكاء الاصطناعي على ساعة ابل وتش، إنه إنجاز كبير ومفيد جدًا للمستخدمين الذين يواجهون صعوبة في التعامل مع عناصر التحكم الصغيرة على شاشة الساعة المحدودة.
يبدو Siri على الشاشات الأكبر حجمًا رفاهية إضافية لمعظم المستخدمين، ولكن على الشاشات الصغيرة سيكون أمرًا شبه ضروري ولا مفر منه. لقد قدم Apple Intelligence العديد من الوعود الإيجابية للمستخدمين، من فهم أنماط الكلام الطبيعية إلى الوعي بالسياق إلى اتباع نهجًا أكثر تسامحًا مع الأخطاء اللغوية وحتى تصحيح الكلمات الخاطئة بشكل تلقائي. لك أن تتخيل جميع هذه الميزات تشق طريقها إلى Siri على ساعة ابل وتش، من المؤكد أنها ستكون سببًا في جعل تجربة الاستخدام من المعصم أكثر ذكاءً وأفضل من أي وقت مضى.
تخيل أن تطرح أي سؤال على Siri دون أن تضطر إلى إخراج أي شيء من جيبك؟ ستكون ساعتك الذكية في وضع مثالي لتقديم المساعدة ويد العون وبمثابة رفيق مثالي من على معصمك. ولكن يؤسفني أن أخبركم بأن هذه ما هي إلا مجرد أمنيات لن تتحقق على أرض الواقع، على الأقل خلال العام الجاري.
سيكون من الرائع إذا كنا قادرين في المستقبل القريب على استخدام ساعة ابل وتش من أجل تقديم ردود سريعة بشكل تلقائي على رسائل البريد الإلكتروني دون الحاجة للتعامل مع كابوس لوحة المفاتيح الصغيرة على شاشة الساعة. لحسن الحظ، لم يغيب الذكاء الاصطناعي بشكل كامل عن ساعة ابل وتش، ولكنه ظهر في وظائف محدودة للغاية كميزة Smart Stack المُحسنة، حيث يُمكنك استخدام التاج الرقمي لاستدعاء قائمة انتظار من الأدوات المُصغرة القابلة للتمرير عموديًا، ومن أي وجه من وجوه الساعة.
ولكن هذه ما هي إلا مجرد خيط رفيع من شبكة خيوط فيما يُمكن أن يحققه الذكاء الاصطناعي على ساعة ابل وتش. كنا نتمنى فقط لو أخذت شركة ابل الأمور خطوة إضافية إلى الأمام لتطبيق المزيد من ميزات Apple Intelligence على ساعة ابل وتش هذا العام. للأسف لم يحدث هذا، وعلى ما يبدو أنه لن يحدث خلال هذا العام. ولكن لن يستغرق الأمر وقتًا طويلًا من أجل رؤية ميزات حقيقية مدعومة بالذكاء الاصطناعي على ساعة ابل وتش لجعل تجربة المستخدم أكثر راحة وفائدة.