ما لم تكن تعيش في معزل عن العالم، فمن المؤكد أنك سمعت عن زلزال ميانمار المدمر الذي ضرب مدينة بورما الجمعة قبل الماضية بقوة 7.7 على مقياس ريختر، والذي ترددت أصداءه في الصين وفيتنام وتايلاند، وخلف وراءه العديد من الخسائر في الموارد البشرية والصناعية.
من المتوقع أن تمتد آثار دمار زلزال ميانمار لإصابة العديد من قطاعات التكنولوجيا، ولا سيما صناعة الهاردوير، باعتبارها إحدى أكبر المراكز الصناعية والمُصدّرة للمعادن الأرضية النادرة في المنطقة الآسيوية بأسرها.
شركات التكنولوجيا المتضررة من زلزال ميانمار
بعد جائحة كورونا في عام 2020، قررت بعض شركات التكنولوجيا نقل العديد من مرافق التصنيع الخاص بها إلى المناطق المجاورة، وكانت الهند وميانمار من أكبر الدول المستفيدة من هذا الانتقال. وفي الوقت الحالي، تُقيّم معظم شركات التكنولوجيا المتأثرة من جراء الزلزال حجم الخسائر التي تعرضت لها مراكز الإنتاج الخاصة بها.
شركات عديدة في صناعة الهاردوير متواجدة بالفعل في تلك المنطقة، ولعل Western Digital و Seagate و Intel من بين أكبر الشركات شهرة في هذه المنطقة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الشركات لم تصدر أي بيان رسمي بشأن حجم الخسائر التي تعرضت لها، ريثما تنتهي من التحقق من مدى تأثر خطوط الإنتاج لكل منها.
شركات أخرى متخصصة في صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية ولوحات الدوائر المتكاملة ومكونات الأقمار الصناعية أفادوا أن خطوط الإنتاج الخاصة بهم لم تتأثر من الدمار الذي خلفه الزلزال، بما في ذلك Delta Electronics و Volvotek و Quanta Computer و Inventek و Chicony.
معظم مصانع التقنية التي خرجت من الصين إلى تايلاند لم تتأثر بشكل سلبي كبير من الضربة الأخيرة التي تعرضت لها ميانمار نظرًا لابتعادها عن مركز الزلزال. وقررت معظمها إيقاف العمل بشكل مؤقت لإجلاء الموظفين وتقييم حالة المعدات والأجهزة قبل مزاولة العمل مرة أخرى.
يُقال أن استئناف عملية الإنتاج متوقفة على مدى سرعة الانتهاء من عمليات التفتيش والتأكد من سلامة الموظفين قبل العودة إلى العمل بالطاقة الكاملة مرة أخرى.
هناك تأخير ملحوظ من شركات التكنولوجيا في تقييم الضرر الذي تعرضت له مرافق الإنتاج الخاصة بها، لذا من المبكر لآوانه معرفة كيف من الممكن أن تتأثر أسعار مكونات الهاردوير في المرحلة المقبلة، وما إذا كانت ستؤثر على المستهلكين بشكل مبشر.
ولكن بديهيًا، فإن التأخير في عملية الإنتاج لفترة طويلة قد يتسبب في شح المخزون ونقص المنتجات في سوق المستهلك، ما قد يتسبب في ارتفاع أسعارها وفقًا لمبادئ العرض والطلب.
توقعات بارتفاع أسعار اللوحات الإلكترونية
تعد بورما واحدة من أكبر مُصدّري المعادن الأرضية النادرة المستخدمة في صناعة لوحات الدوائر الإلكترونية “PCB” والتي تُستخدم في تصنيع العديد من الإلكترونيات مثل اللوحات الأم والبطاقات الرسومية ومزودات الطاقة والهواتف الذكية والبطاريات والشاشات وغيرها الكثير من مكونات الهاردوير والأجهزة التقنية.