سامسونج تتبنى تكنولوجيا الرسم البياني المعرفي بالذكاء الاصطناعي: خطوة استباقية لتدريب النماذج على كميات أكبر من البيانات!

كانت سامسونج من رواد حركة التغيير المفاجئة منذ اندلاع ثورة الذكاء الاصطناعي، ومن بين أولى الشركات التي قامت بدمج هذه الميزات على نطاق واسع عبر العديد من أجهزتها المحمولة، ولا يزال برنامج Galaxy AI الخاص بالشركة يتلقى المزيد من الميزات بوتيرة متسارعة عبر تحديثات One UI الجديدة.

ومع ذلك، يبدو أن شركات التكنولوجيا لا تجد سبب منطقي للوقوف عند نقطة معينة، إذ يخطط عملاق التكنولوجيا الكوري الجنوبي للارتقاء بتجربة الذكاء الاصطناعي على سجيته الخاصة عن طريق تبني تقنية الرسم البياني المعرفي “Knowledge Graph” في نظام الذكاء الاصطناعي الخاص به، والتي تعد سابقة جديدة من نوعها في قطاع الذكاء الاصطناعي على الأجهزة الذكية الموجهة لسوق المستخدم والمستهلكين النهائيين.

سامسونج تستدم تقنية الرسم البياني المعرفي مع نظام Galaxy AI

سامسونج-تتبنى-تكنولوجيا-الرسم-البياني-المعرفي-بالذكاء-الاصطناعي

إن تكنولوجيا الرسم البياني المعرفي ليست جديدة كليًا في فضاء الذكاء الاصطناعي. ولكن وفقًا لمعلوماتنا، فلم تنجح أي شركة تكنولوجيا في استخدامها حتى الآن بالأجهزة المحمولة. تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي التقليدية على تقنية تُعرف باسم “المتجهات”، على عكس تقنية “الرسم البياني المعرفي” التي تعتمد على هياكل ببيانات الضخمة بالرسم البياني الأكثر تعقيدًا لجمع المزيد من المعلومات وتدريب الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع.

نظريًا، تضمن ميزة الرسم البياني المعرفي سهولة تحديد سياق مجموعات البيانات، وتقليص الأوقات الزمنية المطلوبة لمعالجة البيانات واستخراج النتائج بطريقة أكثر موثوقية. إنها تقنية مفيدة بشكل خاص في تحليل الكميات الهائلة من البيانات المعقدة، والتي ترتقي بتجربة الذكاء الاصطناعي إلى المستوى التالي. لعل هذا هو أحد الأسباب الرئيسية الذي يجعل تقنية الرسم البياني المعرفي نواة الرئيسية للقطاعات الصناعية والعملية المتقدمة مثل علوم الأحياء والطب والكيمياء التي تحتاج إلى توليد المزيد من البيانات منذ سنوات.

وعندما نفكر للحظة في القدرات الهائلة التي جلبها الذكاء الاصطناعي التقليدي إلى هواتفنا، نجد أنه من المثير للاهتمام تخيل كيف من الممكن أن ترسم تقنية الرسم البياني المعرفي مستقبل جديد لقدرات الذكاء الاصطناعي.

خلال إعلان سامسونج، أكدت الشركة أن الهدف الرئيسي من وراء تطوير هذه التقنية هو كيف من الممكن أن تجعل تجربة الذكاء الاصطناعي أكثر إفادة وأكثر سهولة في الاستخدام. في الواقع، تزعم سامسونج أنها من خلال تقنية الرسم البياني المعرفي، فهي لن تستطيع أن تقدم منتج ذكاء اصطناعي قادر على معالجة أو تحليل البيانات فحسب، وإنما ستكون قادرة على توليد إجابات ونتائج أصلية تتماشى مع مطالبات واحتياجات كل مستخدم.

بالرغم من ذلك، فلم تقدم سامسونج إطارًا زمنيًا محددًا يحدد موعد وصول ذكاءها الاصطناعي المتقدم حتى الآن. ولكن من ناحية أخرى، فلقد ألمحت إلى خططها التي تبشر بدمج الذكاء الاصطناعي الهجين في جميع أجهزتها المستقبلية. هذا يعني أنه من المتوقع أن تتمتع أجهزة سامسونج بقدرات المعالجة المحلية والسحابية للذكاء الاصطناعي استنادًا إلى نوع المطالبات وشدة تعقيدها، تمامًا على غرار خوادم ابل السحابية.

هذا الخبر ليس جديد كليًا أيضًا، فلقد علمنا سابقًا، ولأكثر من مرة، أن شركة سامسونج تحاول تطويل بعض ميزات Galaxi AI التي تستخدم خوادمها السحابية، مما يسمح بدمج المزيد من الميزات المتطورة والأكثر تعقيدًا بأجهزة Galaxy. ولكن في المرحلة الحالي، تدّعي سامسونج أنها تريد الحفاظ على خصوصية المستخدمين من خلال برنامج معالجة الذكاء الاصطناعي المحلي على الجهاز لحماية خصوصية وبيانات المستخدمين.

وعبر البيان الصحفي الأخير على صفحة غرفة أخبار الشركة الحصرية، أعلنت سامسونج أنها بصدد توفير نظام أمان Samsung Knox على أجهزتها المنزلية خلال الأشهر القليلة القادمة. في الوقت الحالي، يتوفر برنامج Know على مجموعة مختارة من الهواتف الذكية الرائدة ومتوسطة المدى، جنبًا إلى جنب مع طرازات محددة من تلفزيونات سامسونج الذكية.

في حال كنت تتساءل عن الفائدة من وراء دمج برنامج Samsung Knox في أجهزة المنزل الذكية، فيجب أن يوفر هذا النظام طريقة أكثر سهولة في تسجيل الدخول إلى الأجهزة عبر بيانات الاعتماد الشخصية. بهذه الطريقة، تضمن الشركة المُصنعة أمان بياناتك بصرف النظر عن نوعية الأجهزة التابعة للعلامة التجارية التي تستخدمها في حياتك.