التقليد والاستنساخ، وأن تحذو حذو الآخرين والاقتداء بهم، ليست مشكلة في حد ذاتها كما يراها البعض، خاصة إذا كان الهدف هو جلب المزيد من المنافع والفوائد للناس. ولكن على ما يبدو أن شركة سامسونج تمادت كثيرًا هذه المرة في الاحتذاء بشركة ابل، على الأقل هذا ما يعتقده مراجعي يوتيوب ومواقع الطرف الثالث، بل وحتى المستخدمين المخلصين لعملاق تكنولوجيا الأجهزة الاستهلاكية الكوري.
خلال حدث Galaxy Unpacked، قدمت سامسونج العديد من المنتجات الاستهلاكية الجديدة، بما في ذلك الجيل التالي من الهواتف القابلة للطي والساعات الذكية وأول خاتم ذكي وإصدار جديد من سماعات الأذن اللاسلكية.
سامسونج مُتهمة بتقليد شركة ابل
أعتقد أن كل من شاهد هذا الحدث أو قام بتغطية جميع الإعلانات التي جاءت خلاله كان يعلم أن هذا الأمر سيحدث عاجلاً أم آجلاً، وهذا لأن أي شخص شعر في قرارة نفسه أن هناك العديد من منتجات سامسونج الجديدة التي تبدو متشابهة إلى حد كبير مع منتجات شركة ابل.
الانتقادات الحادة التي تعرضت لها سامسونج عقب حدث Galaxy Unpacked 2024 لم تكن بسبب تقليدها لمنتجات شركة ابل فحسب، وإنما بسبب افتقار المنتجات الجديدة لروح الابتكار والإبداع، وعلى رأسها هاتف جالكسي زد فولد 6 الذي وصل بسعر أعلى عن سابقه.
عبّر الكثير من الأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي عن استياءهم بسبب عدم احتواء الهاتف على أي ترقيات جوهرية تستحق الزيادة الجديدة في ثمنه. ولم تكن الميزات الجديدة سببًا لتبرير تلك الزيادة. بالرغم من ذلك، كان هناك قاسم مشترك واحد بين المراجعين والمستهلكين المواليين للعلامة التجارية، وهذا القاسم المشترك هو أن شركة سامسونج تحاول “استنساخ” منتجات شركة ابل.
ومن الآراء الملفتة للانتباه لأحد المراجعين المشهورين على منصة يوتيوب الذي أعتقد أن ساعة ابل وتش الترا هي “النسخة الأكثر وقاحة من منتجات شركة ابل على مر العصور”. وفي الحقيقة هو معزور تمامًا، تبًا، لقد اختارت سامسونج حتى نفس اسم الساعة من المنافس. ولكن وقاحة سامسونج لم تتوقف عند هذا الحد، بل قامت بإطلاق سماعات الأذن اللاسلكية Galaxy Buds 3 Pro التي تبدو وكأنها محاكاة أو صورة طبق الأصل من سماعات ابل آيربودز.
لا يُمكن إنكار مدى التشابه الكبير بين ساعة سامسونج الجديدة، جالكسي وتش الترا وساعة ابل وتش الترا. على الرغم من أن الأولى حاولت أن تحافظ على الهيكل المربع المستدير من الزوايا للاحتفاظ بهيئته الخاصة، إلا أن النتيجة النهائية كانت متطابقة إلى حد كبير مع ساعة ابل وتش الترا.
لا يستطيع أي شخص الاعتراض على المنافسة الشريفة، خاصة عندما تحاول المنافسة مع شركة عملاقة بضخامة شركة ابل. ولكن “الاستنساخ” الصريح للمنتجات يضع شركة سامسونج في موقف حرج لأنها ليست شركة صغيرة من تلك الشركات التي لا تمتلك الموارد المالية الكافية للاستثمار بمشاريع البحث والتطوير أو تفتقر للمهندسين الخبراء الذين يتمتعون بالذكاء التكنولوجي وروح الابتكار.
من الواضح أن شركة سامسونج تمادت كثيرًا بالفعل هذه المرة، ووضعت الأولوية لصالح زيادة المبيعات على حساب مكانتها الإبداعية في السوق.