لو كان الأمر بيديها، لاختارت سامسونج بدون تفكير، ولكن ابل لا تقبل إلا بالأفضل، لهذا كانت مُضطرة على التعاون مع شركة Sony طوال السنوات الماضية، وتتذوق مرارة أسعارها الباهظة التي تبيع بها كاميراتها الخاصة. Sony تصنع بعضًا من أفضل مستشعرات الكاميرا على الإطلاق، لهذا هي دائمًا أغلى ثمنًا من الحلول الأخرى الموجودة في السوق. ولقد أكد تيم كوك في إحدى المرات أن شركة ابل تستخدم مستشعرات Sony منذ أكثر من عقد من الزمان، عندما كانت Sony في المقدمة.
ولكن منذ ذلك الحين، قطعت كاميرات سامسونج شوطًا طويلاً، وأصبحت قادرة على المنافسة في الفئة الرائدة، بل والفوز بالسباق في إحدى الجوانب. معظم شركات تصنيع الهواتف الذكية التي تطلق هواتف ذكية من الفئة الرائدة بأجهزة كاميرا متطورة، مثل Xiaomi 14 Ultra و Vivo X100 Ultra و Oppo Find X7 Ultra و Honor Magic6 Pro لا يُعلنون أبدًا عن مصدر مستشعرات الكاميرا المُستخدمة في هواتفهم.
ولكن جميع محللي السوق يوجهون أصابعهم نحو عملاق تكنولوجيا الكوري الجنوبي، سامسونج. فمن الناحية الأولى تصنع سامسونج كاميرات مذهلة، ولعل هاتف Galaxy S24 Ultra خير دليل على ذلك. ولكن من الناحية الأخرى تبيع سامسونج مستشعرات الكاميرا الخاصة بها بأسعار أرخص من نظيرتها Sony.
وعندما نعود بأدراجنا للحديث عن شركة ابل، فإنها راضية تمامًا عن أداء مستشعرات الكاميرا التي تزوّدها Sony بها سنويًا، ولكن في أعماقها، هي ليست سعيدة للغاية في شراكتها مع الشركة اليابانية لأنها على يقين بأن هذه الأخيرة تستغلها – أو تبتزها إن صح التعبير – بشكل سنوي.
سامسونج قد تسبب بعض الإزعاج لموردي كاميرات الايفون
أما بالنسبة للكوري الجنوبي، فهو متقبل الأمر الواقع منذ سنوات طويلة، ويستطيع تحصيل أرباح هائلة من صانعي المعدات الصينيين. ولكن سامسونج على يقين بأن جميع الشركات الصينية في كفة، وأن ابل في كفة أخرى، ولسوء حظها، فإن الغلبة للكفة الثانية.
تبيع ابل مئات الملايين من هواتف الايفون سنويًا، بشكل أكبر من أي صانع هواتف آخر في السوق. إنه سيل جارف من الأرباح التي تتدفق لشركة Sony سنويًا عن طريق شركة ابل. وعلى ما يبدو أن شركة سامسونج تنظر لوضعها على أنه فشل من جانبها لأنها لم تنجح حتى الآن في إقناع ابل بجودة مستشعرات الكاميرا الخاصة بها. لهذا، هي قررت أن تنتفض من سباتها، وتبدأ بالتخطيط لتغيير هذا الوضع، عاجلاً وليس آجلاً.
حسبما أفاد محلل شركة ابل الخبير Mini-Chi Kuo على موقع Medium، فإن شركة سامسونج تسعى لإحداث تغييرًا جذريًا في سوق كاميرات الهواتف الذكية وتحدي نظيرتها الأكثر شهرة في هذا القطاع “Sony” وتصبح الموّرد الرئيسي لمستشعرات الكاميرا التي تحتاجها شركة ابل خلال السنوات القادمة.
يُقال أن الشركة الكورية الجنوبية كوّنت فريق من المهندسين المتخصصين في قطاع تصنيع الكاميرات لتحقيق هدف وحيد وهو تلبية المعايير الصارمة التي تطلبها شركة ابل لمكونات الايفون. ومن المتوقع أن تكون سامسونج مسؤولة عن تصنيع العدسة العريضة للغاية بدقة 48 ميجابكسل لجميع هواتف سلسلة ايفون 18 القادمة في 2026. قد تكون هذه هي فرصة سامسونج الذهبية لتضمن لنفسها حصة ضخمة من سوق كاميرات الايفون المربح.
من المرجح أن يؤدي دخول سامسونج المحتمل في سلسلة توريد كاميرات الايفون إلى عواقب كثيرة. بمعنى أن Sony لن تقف مكتوفة الأيدي أمام انسحاب عملائها واحدًا تلو الآخر والتعاون مع منافسيها. لذلك، سيكون هناك تصعيد للمنافسة بين عملاقي تصنيع الكاميرات، ما قد ينتج عنه تعزيز مشاريع البحث والتطوير وتعزيز الإبداع التقني لهذه التكنولوجيا.
من ناحية شركة ابل، فمن الممكن أن يساعدها هذا في تقليل تكاليف التصنيع لأن المنافسة تضمن لها اختيار السعر الأفضل في النهاية، بشرط أن لا تتعارض الجودة النهائية للمنتج مع معاييرها المحددة.
وبهذا الشكل، ربما تستطيع ابل كسر العادة التي اعتادت عليها منذ سنوات طويلة، وتضع ثقتها في كاميرات سامسونج من الآن فصاعدا. تقدم كاميرات سامسونج قدرات تصوير رائعة، وتتمتع الشركة بخبرة طويلة في الصناعة، وليس لدينا شك أن تكون المُرشح المحتمل للتدخل وتسبب بعض الإزعاج لشركة Sony في هذا السوق.
