في الآونة الأخيرة، كشفت براءات الاختراع التي سجّلتها سامسونج عن المسار المحتمل الذي قد يسلكه عملاق التكنولوجيا الكوري الجنوبي مع الأجهزة الذكية القادمة في المستقبل القريب. وسلطت الضوء براءات الاختراع على التقنيات المبتكرة التي قد تستخدمها الشركة مع الهواتف ثلاثية الطي والقابلة للتمدد.
تلقّى مكتب براءات الاختراع بالولايات المتحدة طلب من شركة سامسونج لتوثيق براءة اختراع تتضمن نظامًا جديدًا لآلية افتراضية تحل محل الأزرار المادية بالهواتف الذكية. يُقال أن المكتب استقبل طلب سامسونج في وقت مبكر من عام 2023، ولكنه لم يتم نشره إلا منذ أيام قليلة.
يصف التصميم الجديد مجموعة كبيرة من المستشعرات ومحركات الاهتزاز الصغيرة المتواجدة على حواف الهاتف الجانبية لشاشة منحنية. الغريب أن هذا التصميم يتعارض “نسبيًا” مع المسار الذي تسلكه معظم الشركات التكنولوجيا هذه الأيام، إذ يتم التخلي تدريجيًا عن الشاشات والإطارات المنحنية واستبدالهما بالشاشات والإطارات المسطحة.
على كل حال، فإن التصميم الذي يظهر عبر المخططات الهندسية لبراءة الاختراع يوضح مساعي سامسونج في استبدال الأزرار المادية لتحل محلها مجموعة من الأزرار الافتراضية التي تقدم ردود فعل لمسية تحاكي جميع الوظائف.
تصف براءة اختراع سامسونج نظامًا ثوريًا في تصميم الهواتف الذكية
وتماشيًا مع وصف براءة الاختراع، فيجب أن تسمح هذا النظام للمستخدم بالتحكم في مستويات الصوت وتشغيل وإيقاف تشغيل الهاتف عن طريق النقر على حواف الشاشة الجانبية، مع توفير ردود فعل لمسية تحاكيها. حتى تجربة تشغيل التطبيقات سوف تستفيد من مجموعة المستشعرات اللمسية ووحدات الاهتزاز الموضوعة بشكل استراتيجي في جميع أنحاء الهاتف.
في الأساس، سوف يستشعر مستشعر اللمس المنطقة التي تحاول “النقر عليها على الشاشة” لتشغيل وحدة استشعار لمسية أخرى ذات صلة بتلك المنطقة للتفاعل مع الوظائف المختلفة. بالرغم من ذلك، فمن المتوقع أن تكون هناك منطقة كبيرة من الشاشة حساسة جدًا للمسات العرضية، لذلك قد تحتاج إلى تنفيذ مستويات مختلفة من اللمس لتنفيذ وظائف بعينها.
وفي وثيقة براءة الاختراع، يصف الطلب أن سامسونج أرادت توثيق فكرة إزالة الأزرار المادية من الهواتف الذكية بالمستقبل. وما جاء في الملف يقول الآتي: ستحل الأزرار الافتراضية محل الأزرار المادية المسؤولة عن الإدخالات، كلوحة المفاتيح على سبيل المثال، لمنح المستخدمين تجربة أكثر راحة وسهولة في طريقة التفاعل مع الهاتف. بالإضافة إلى ذلك، فإن مجموعة مستشعرات القوة ستكون مسؤولة عن تلقي مجموعة متنوعة من مستويات الإدخالات أسفل شاشة العرض”.
من الواضح أن النظام الخالي من الأزرار المادية هو نظام معقد للغاية ويصعب تنفيذه إذا لم تتخذ شركة سامسونج التدابير الأمنية الصحيحة لتأمينه والحفاظ على سلامته. وهذا ما أوجب على الشركة إحاطة المستشعرات ومحركات الاهتزاز المختلفة بدرعًا واقيًا لا يحميها فحسب، ولكنه يساعد أيضًا في عزل المحركات والمستشعرات عن الاستجابة للمسات محددة في سيناريوهات معينة.
تسرد براءة الاختراع أيضًا أن المواد اللاصقة المكونة من عدة طبقات ستساعد في حماية المستشعرات والتأكد من وجود كل شيء في مكانه المناسب. والأفضل والأغرب من ذلك، أن هذا النظام لن يتعارض مع الآليات المُخصصة لحماية الهاتف من السوائل والغبار، مما يسمح له بالحصول على تصنيف IP عالي لمقاومة الماء والغبار وعدم المقايضة بتجربة المستخدم أو طبيعة الاستخدام.
ومع كل ذلك، فعلى غرار أي براءة اختراع أخرى، ليس من الضروري أن ينتهي الأمر ببراءة اختراع سامسونج لرؤيتها في الأسواق التجارية، خاصة إذا تبين كم هو نظام معقد ودقيق للغاية ويصعب تطبيقه في الحياة العملية بالوقت الحاضر.
والمثير للاهتمام أن جميع هواتف Galaxy في السنوات القليلة الماضية أصبحت تمتاز بشاشات مسطحة وإطارات مسطحة كذلك، على عكس الصور الهندسية المضمنة في مخططات براءة الاختراع التي تصف النظام الجديد لهاتف يحتوي على شاشة وإطارات منحنية من على طول الجوانب الأربعة.
على كل حال، إذا دل هذا على أي شيء، فهو يدل على شيء غاية في الأهمية، وهو أنه في حال أرادت سامسونج تطوير هواتف ذكية خالية من الأزرار المادية، فهي تمتلك بالفعل الآليات الهندسية والأفكار والتقنيات التي تؤهلها وتُمكنّها من تحقيق ذلك دون أي قيود. ومع ذلك، قد يكون من المبكر لآوانه توقع رؤية هذه الهواتف في الأسواق بالوقت الحاضر.