شركة أبل اكتسبت اسمها الكبير في جميع أنحاء العالم بفضل ابتكاراتها الإبداعية التي أحدثت ثورة في عالم الإلكترونيات. بداية من إعادة تعريف مفهوم الكمبيوتر الشخصي إلى تحكمها في سوق الهواتف الذكية من خلال إطلاقها لهواتف آيفون، وهذا سيصل قريباً إلى قطاع النقل مع سيارة آبل. دائماً ما كانت الشركة في طليعة التقدم التكنولوجي، لكنها تجاوزت دورها كشركة تكنولوجيا للمستهلكين، لتصبح رمزاً للابتكار والتصميم الفخم.
تعمل Apple بكفاءة على تحسين حياة عملائها من خلال تقديم تجارب تتجاوز كونها مجرد منتجات تقنية. وإذا كانت هواتف آيفون “نقلة نوعية” في المجال التقني، فإن شركة أبل تخطط لتحقيق تأثير مماثل في صناعة السيارات. المشروع الذي كان في البداية مجرد شائعات وتكهنات، بدأ يكتسب شهرة كبيرة في السنوات الأخيرة، ويبدو الآن أنه من المتوقع أن يتم إصداره خلال السنوات القادمة.
كل ما نعرفه عن سيارة آبل القادمة
خلال العقود القليلة الماضية، نمت شركة آبل لتصبح واحدة من أكبر الشركات على مستوى العالم، كما أنها تمتلك إحدى أكبر قواعد العملاء المخلصين لها. وبعد أن حققت أعلى الإيرادات في الصناعة التقنية عاماً بعد عام، بدأت الشائعات في الانتشار حول توجّه الشركة نحو دخول عالم صناعة السيارات. بالرغم من أن ذلك قد بدأ في مرحلة مبكرة ولم يكن أولوية مؤسس الشركة “ستيف جوبز” وفريقه بسبب تركيزهم على الهواتف، إلا أن الفكرة لم تُهمل كلياً بفضل احتمالية توسعها في المستقبل.
في عام 2014، بدأت شركة Apple العمل على مشروع “Project Titan” الذي يهدف إلى تطوير سيارة آبل الكهربائية قائمة على تكنولوجيا القيادة الذاتية. استقطبت الشركة أكثر من 1000 خبير ومهندس سيارات، بمن فيهم بعض العاملين السابقين لدى شركة Tesla، وبدأ هذا المشروع في مكان سري بالقرب من المقر الرئيسي للشركة في كوبرتينو.
كانت الخطة الأولية هي تطوير سيارة ذاتية القيادة دون عجلة القيادة و دواسات الوقود، مع تصميم داخلي يتيح التفاعل المباشر بين الركاب. ثم تبين أن هذه الفكرة كانت سابقة لأوانها، ولذلك اتجهت الشركة نحو تصميم سيارة تقليدية بشكل أكبر. في هذه الحالة، سيكون مطلوباً من السائق تولي القيادة يدوياً في الشوارع، مع وجود وضع للقيادة الذاتية على الطرق السريعة. سيتم استخدام مستشعرات LiDAR والكاميرات وأجهزة الاستشعار بالرادار لتمكين السيارة من القيادة بشكل مستقل على الطرق السريعة.
في عام 2017، حصلت شركة Apple على تصريح من إدارة المركبات في ولاية كاليفورنيا لاختبار تقنية القيادة الذاتية لديها. كما أكد الرئيس التنفيذي لشركة Apple، تيم كوك، الشائعات حول خطط الشركة لتطوير تقنية القيادة الذاتية. على الرغم من أن الشركة لم تكشف عن الكثير من التفاصيل بشأن السيارة، إلا أنها تستهدف إصدارها بحلول عام 2026 بسعر أقل من 100 ألف دولار. أثارت السرية المحيطة بالمشروع شكوكاً بين الناس بخصوص إمكانية تأجيل إطلاق السيارة إلى وقتٍ لاحق.
تفاصيل سيارة ابل الكهربائية
على الرغم من أن معظم مواصفات “iCar” لا تزال غير معروفة، إلا أنه من المؤكد أن السيارة سوف تحقق تكاملاً مع منتجات أبل الأُخرى كالعادة. ومع نظام iOS، سيكون بإمكان المستخدمين فتح وتشغيل السيارة باستخدام أجهزة Apple الخاصة بهم، والقيام بمهام مثل الاتصال وإرسال الرسائل النصية واستخدام التتبع GPS وغيرها من الوظائف باستخدام الأوامر الصوتية. وقد تم تعيين جون جياناندريا، رئيس الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في شركة Apple، ليقود المشروع مع تطوير شريحة ذات قوة تعادل أربع مرات قوة أربع شرائح Mac مجتمعة.
بالإضافة إلى أجهزة الاستشعار وكاميرات LiDAR، ستتيح تقنيات آبل الجديدة وظائف القيادة الذاتية بأداء أفضل من الشركات المنافسة مثل Tesla. كما أن هنالك تطوّرٌ آخر مبتكر يأتي على شكل البطارية الكهربائية المستخدمة في iCar. تعمل Apple على تصميم بطارية “خلية واحدة”، مما يقضي على أي فراغ داخل البطارية ويجمع بين الخلايا بشكل أقرب. هذا التصميم سيسهم في زيادة سعة البطارية ضمن حزمة أصغر، وبالتالي تخفيض تكلفة البطاريات بشكلٍ ملحوظ.
من المتوقع أن يكون التصميم الداخلي لسيارة ابل iCar أنيق وعصري كما هو معروف في أجهزتها الإلكترونية. الشاشة الكبيرة مثل لوحيات iPad موجودة في وسط لوحة القيادة، بالإضافة إلى الكاميرات التي توفّر تحكّم في العمليات عبر إيماءات اليد. هذه مجرد نظرة سريعة على المزايا التي تنوي شركة أبل إضافتها إلى سيارتها، وبفضل وجود بعضاً من ألمع العقول في العالم لدى Apple، فإن ما نسمعه عن السيارة حالياً قد يكون مجرد لمحة عن إمكانياتها الحقيقية.
- اقرأ أيضاً: آبل تعمل على جهاز iMac جديد بشريحة M3 لعام 2024
شراكات آبل لتحقيق Project Titan
تمتلك شركة Apple الموارد المالية الضخمة التي تمكّنها من تحقيق مشروع iCar. ومع ذلك، فإن التعاون والشراكات يمثلان عنصراً حيوياً للتنافس مع اللاعبين الكبار في صناعة السيارات الحالية. لتحقيق إنتاج واسع النطاق لسيارة Apple، تواصلت الشركة مع العديد من شركات تصنيع السيارات الحالية لبحث إمكانية الشراكة. في البداية، تم تداول شائعات حول احتمالية تعاونها مع شركة Hyundai نظراً لأن شركة Kia المملوكة لها قد تكون مشاركة في إنتاج سيارات Apple في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فقد علّقت Apple مؤقتاً المحادثات مع شركات تصنيع السيارات الكورية في الوقت الحالي.
يبدو أن شركة Apple قد واجهت تحديات في البحث عن شركاء مناسبين لتطوير سيارة ابل الكهربائية. من خلال محاولاتها السابقة للتعاون مع Hyundai و Nissan وغيرهما، واجهت Apple تحديات داخلية واختلافات وجهات نظر تسببت في توقف المحادثات. ومع ذلك، يبدو أنه في الوقت الحالي، هناك فرصة للتعاون مع LG Electronics وMagna في تطوير سيارتها الكهربائية. سيكون من المثير للاهتمام مشاهدة كيف ستتطور هذه الشراكة في المستقبل.
يبدو أن مشروع “Project Titan” قد مر بفترات من التحديات الداخلية، حيث تم توظيف وتسريح مئات الموظفين خلال العامين الماضيين نتيجة للصراعات الداخلية. تسعى Apple إلى إعادة هيكلة فريقها المعني بتطوير السيارات وتجهيزه للانتهاء من التصميم النهائي خلال الفترة المقبلة، إذا ما كان هناك توجه نحو الإنتاج الضخم بحلول عام 2026.
شركة Apple لديها سجل طويل من تقديم منتجات ثورية ومبتكرة لتحسين حياة المستهلكين. إذا استطاعت Apple دمج تجربتها وتقنياتها المميزة مع تطوير السيارات الكهربائية، فقد يكون لديها القدرة على تغيير الصناعة بشكل جذري. مثلما قامت بتحويل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والكمبيوترات الشخصية، يمكن لاحتمالية دمج ميزات مثل Siri والتعرف على الوجه في السيارات أن تخلق تجربة قيادة جديدة ومتطورة تحدث تأثيراً كبيراً. إذا نجحت Apple في تحقيق أولوياتها ورؤيتها في مجال السيارات الكهربائية، فقد يتغير شكل صناعة السيارات بشكل دائم خلال السنوات المقبلة.