شركة-ViewSonic-تخوض-حرب-الأرقام-في-صناعة-شاشات-الألعاب-بمعدل-تحديث-520Hz

شركة ViewSonic تخوض حرب الأرقام في صناعة شاشات الألعاب بمعدل تحديث 520Hz

وفقًا للشائعات، تعمل شركة تصنيع شاشات العرض الأمريكية، ViewSonic، على تطوير نموذج جديد من شاشات الألعاب التي تعمل بتقنية OLED ومن المقرر وصولها إلى السوق خلال 2025، والتي تهدف من خلالها لسطر معيار جديد في قطاع صناعة شاشات الألعاب فائقة السرعة، بمعدل تحديث يصل إلى 520Hz.

حاليًا، تتوفر بالفعل شاشات ألعاب بمعدل تحديث يصل إلى 480Hz. وفي أخبار ذات صلة، علمنا أن شركة سامسونج تعمل على زيادة هذا الرقم إلى 500Hz خلال العام القادم. ولكن هل حقًا يحتاج اللاعبين إلى هذه المعدلات السريعة في شاشاتهم؟

شركة ViewSonic تخطط لوضع معيار جديد في صناعة شاشات الألعاب مع معدل تحديث 520Hz

على كل حال، يجب أن توفر شاشة ViewSonic التالية ما يُعرف باسم وضع التشغيل المزدوج، مما يعني أنها ستكون قادرة على العمل بأكثر من دقة عرض واحدة وبمعدلات تحديث مختلفة لكل دقة. بمعنى آخر، من المفترض أن تستطيع هذه الشاشة العمل بدقة 4K بمعدل تحديث 240Hz، ولكن في حال كنت تريد الوصول لمعدل تحديث 520Hz، فسيتعين عليك الاكتفاء بدقة FHD 1080p. فهكذا تسير الأمور مع شاشات الألعاب المتطورة المدعومة بخواص وضع التشغيل المزدوج.

هذه هي الخدعة الصغيرة لتطوير شاشات الألعاب ذات معدلات التحديث فائقة السرعة. فللحصول على معدل تحديث فائق التردد مثل 520Hz، فستظل عالقًا مع دقة عرض منخفضة. لا تزال دقة FHD 1080 مثالية لعدد كبير من اللاعبين، ومناسبة لأنواع مختلفة من الألعاب. ولكن كلما زادت مساحة عرض الشاشة، كلما وجدت نفسك في حاجة إلى زيادة الدقة للحصول على تفاصيل عالية الجودة.

بمعنى آخر، ليس من المنطق أن تشتري شاشة قياس 32 بوصة بدقة FHD 1080p لأن هذه الدقة منخفضة للغاية على أن تكون قادرة على تقديم تفاصيل واضحة وصورًا حادة.

من ناحية أخرى، فالحقيقة التي لا ينكرها جمهور اللاعبين هو أنه كلما ازدادت معدلات التحديث، كلما استطاعت الشاشة معالجة أكبر عدد ممكن من الإطارات في الثانية الواحدة. إنها تجربة مثالية للاعبين المحترفين أثناء خوض المنافسات والبطولات الجماعية والألعاب الشبكية عبر الانترنت للشعور بانسيابية وسلاسة الحركة داخل أنواع معينة من الألعاب، ولا سيما ألعاب الرياضات الإلكترونية وألعاب القتال من منظور الشخص الأول وبعض الألعاب الاستراتيجية.

شركة-ViewSonic-تخوض-حرب-الأرقام-في-صناعة-شاشات-الألعاب-بمعدل-تحديث-520Hz

ولكن للاستفادة من معدلات التحديث فائقة السرعة، يجب أن تمتلك منصة (جهاز كمبيوتر) قادر على معالجة نفس العدد من الإطارات في الثانية الذي يوازي سرعة معدلات تحديث الشاشة. فإذا كنت تخطط لشراء شاشة بمعدل تحديث 240Hz، فيجب أن تمتلك جهازًا قادرًا على معالجة 240FPS أيضًا.

إذا لم يكن جهازك قادرًا على إنتاج هذا العدد من الإطارات، فقد تواجه بعض المشاكل الأخرى التي تؤثر على جودة التجربة المرئية، ولعل مشكلة تمزق الشاشة “Screen Tearing” أحد أبشع الظواهر التي تعيق تجربة اللعب. ومع ذلك، استطاع صانعو المعالجات الرسومية إيجاد حل لهذه المشكلة عن طريق تقنيات المزامنة، والتي يُمكن العثور عليها في بطاقات NVIDIA باسم G-Sync وفي بطاقات AMD باسم FreeSync. ولكن لابد أن تكون شاشتك داعمة لواحدة أو كلتاهما.

في بيئة مثالية حيث تجتمع المواصفات الفنية المناسبة لتفعيل تقنية NVIDIA G-Sync أو AMD FreeSycn، يستطيع جهازك تنشيط تقنية معدلات التحديث المتغيرة “Variable Refresh Rate” لإزالة مشكلة تمزق الصورة وتوفير تجربة لعب مريحة للعين دون المساومة بسرعة الأداء وسلاسة الحركة أو تأثير الظلال.

بمعنى آخر، بوجود تقنية VRR بالشاشة، تستطيع الشاشة ضبط معدلات التحديث تلقائيًا مع نفس معدلات الإطارات التي يستطيع المعالج الرسومي توليدها في الثانية الواحدة. فإذا انخفضت معدلات الإطارات إلى 120FPS، تبدأ الشاشة في تقليص معدل التحديث إلى 120Hz، وإذا ارتفعت معدلات الإطارات إلى 240FPS، تقوم الشاشة برفع معدلات التحديث إلى 240Hz. هذه هي الفائدة من تقنية المزامنة التي توفر بيئة من معدلات التحديث المتغيرة لضمان أفضل تجربة لعب ممتعة والاستفادة من قدرات المعالج الرسومي وتقنيات الشاشة الحديثة.

للأسف الشديد، بعض اللاعبين الذين لا يتمتعون بقدر كافِ من الخبرة التقنية يسارعون في شراء شاشات احترافية مخصصة للألعاب بمعدلات تحديث فائقة السرعة كشاشات 240Hz دون أن يتأكدوا من امتلاك بطاقة رسومية قادرة على إنتاج هذا العدد من الإطارات في الثانية مع ألعابهم المفضلة أو دعم الشاشة لتكنولوجيا معدلات التحديث المتغيرة “VRR”.

ما الجدوى من وجود شاشات بمثل هذا التردد العالي من معدلات التحديث؟

شركة-ViewSonic-تخوض-حرب-الأرقام-في-صناعة-شاشات-الألعاب-بمعدل-تحديث-520Hz

والآن، عندما نعود بأدراجنا للحديث عن معدل تحديث 520Hz، فما هي البطاقة الرسومية الموجودة في السوق الآن التي تستطيع معالجة 520 إطارًا في الثانية، ومع أي لعبة بالتحديد؟ للأسف الشديد، لتحقيق هذا المعدل الجنوني من الإطارات يجب أن تمتلك بطاقة رسومية مثل RTX 4090 أو RX 7900 XTX. ولتحقيق هذا العدد الضخم من الإطارات والاستمتاع بمعدل تحديث 520Hz، فسيتعين عليك ضبط دقة الشاشة على FHD 1080.

لذلك، الأمر يبدو غير منطقيًا بالمرة بسبب عدم التوازن بين ما تمتلكه وما يستطيع فعله على أرض الواقع. أغلب مالكي بطاقات الفئة الرائدة من NVIDIA أو AMD يميلون إلى تشغيل الألعاب على أعلى إعدادات من جودة الفيديو وعلى شاشات فائقة الاتساع بدقة 1440p أو 2160p. وبالتالي، من المستحيل أن تستطيع بطاقة مثل RTX 4090 تحقيق هذا الكم الضخم من الإطارات إلا إذا تم تقليص إعدادات الفيديو إلى أدنى المستويات، الأمر الذي لا يُمكن تقبله إطلاقًا على شاشات شاسعة وحادة التفاصيل مثل 2160p أو 1440p.

هذا ما يجعلنا نتساءل عن الجدوى من وراء وجود شاشات ألعاب بمثل هذا التردد العالي من معدلات التحديث. يبدو لنا أن شركات تصنيع الشاشات تخوض “حربًا للأرقام” حيث يكون القادر على تحقيق أعلى رقم من معدلات التحديث هو الأفضل، بينما لا يستطيع اللاعبون الاستفادة من هذه الأرقام على أرض الواقع بأي حال من الأحوال.

أعني أنه من هذا اللاعب الذي يقوم بشراء شاشة 520Hz مع بطاقة رسومية مثل RTX 4090 لتشغيل ألعابه المفضلة على دقة FHD 1080p وأدنى مستوى من جودة إعدادات الفيديو للوصول إلى هذا الرقم السماوي من معدل الإطارات في الثانية؟ صراحةً، لا أرى هدف واضح من وراء وجود هذه الشاشات في السوق، وأعتقد أنه لا جدوى من وجودها طالما كانت المعالجات الرسومية بالكاد تستطيع تشغيل الألعاب الحديثة على جودة مناسبة بدقة 1440p و 2160p.