تسارعت وتيرة تسريبات سلسلة ايفون 16 خلال الأسابيع القليلة الماضية مع اقترابنا من موعد الكشف عنها بشكل رسمي في سبتمبر القادم. ولكن على ما يبدو أنه سيكون مجرد عام آخر سأكون مُضطر فيه إلى الاحتفاظ بهاتفي الايفون القديم وأمتنع عن شراء ايفون جديد خلاله.
السبب الذي يمنعني من شراء ايفون جديد، أنني والملايين الآخرين ممن هم مثلي، يبحثون عن عنصر رئيسي في الهاتف الجديد والذي من شأنه أن يجعلنا متحمسين للترقية بشكل سنوي إلا أن شركة ابل قد تخلت عن هذا العنصر منذ سنوات – أقصد بالطبع هواتف الايفون الأصغر حجمًا.
■ لماذا امتنع عن شراء ايفون جديد ؟
أنني متفهم تمامًا اندفاع ابل تجاه زيادة أحجام هواتف الايفون. فمعظم الناس يريدون الشاشات الأكبر، والبطاريات الأكبر، والهياكل المؤهلة لاحتضان إعداد كاميرا أكثر تطورًا. وبالفعل هذا ينعكس بشكل إيجابي على المبيعات خلال السنوات القابلة الماضية. ولكن ماذا عن رغبتي الشخصية، وماذا عن ميول الملايين الآخرين ممن هم مثلي الذين يفكرون في الأشياء بطريقة مختلفة؟ فهل تخلت ابل عنا بشكل نهائي؟
لدي هاتف iPhone 13 mini الذي يجعلني فخورًا بامتلاك هاتف ايفون. إنه يمتلك جميع المقوّمات التي تجعله هاتفًا رائدًا ومن الفئة الأولى – على الأقل بالنسبة لي ولشكل استخداماتي الشخصية وطبيعة احتياجاتي. فلست مُضطرًا لإجراء تمارين أصابع اليد كي أتمكن من استخدام الهاتف بيد واحدة، ولا أشعر إطلاقًا بالإرهاق بعد ساعات من اللعب على الشاشة أو التمرير في صفحات الويب والتعديل على التطبيقات، على عكس هاتفي الأندرويد الذي أشعر معه وكأنني أحتاج إلى أصابع “فرانكشتاين” لكي أتمكن من استخدامه بطريقة ملاءمة.
لا أشعر بالتعب من الإمساك بهاتفي الايفون لفترة طويلة أثناء وجودي في الخارج، ويمكنني بسهولة وضعه في إحدى جيوبي وأنا أسير في الشارع دون أن يترك خلفه إطارًا بارزًا وكأنها دعوة عامة لكل من يراني وكأنني أقول لهم “مرحبًا، أنا أمتلك لوح زجاجي ضخم في جيب بنطالي، فهل ترونه جيدًا؟
نعم، لكي أكون صادق معكم، إنني أحد هؤلاء الأشخاص الذين يشعرون بالإحراج من بروز الهاتف خلف جيوبي. بمعنى آخر، أنني لا أحب ذلك، ولن أكون.
وأنا راضِ جدًا وسعيد تمامًا مع جميع التنازلات التي يتعين عليَ التضحية بها مع الهواتف الأصغر حجمًا. أنني لست صانع محتوى ولا أقضي عشرات الساعات أسبوعيًا على الهاتف. الشاشة الأصغر حجمًا لم تشكل يومًا مصدر إزعاجًا لي بغض النظر عن تعدد استخداماتي للهاتف – استهلاك الوسائط أو تصفح الويب وموجز أخبار منصات التواصل الاجتماعي أو ضبط التطبيقات.
في الواقع، أنني أحب الشاشة الأصغر حجمًا لأنها تكبح جماحي من التمرير اللانهائي بدون قصد وإضاعة وقتي في عوامل تشتيت الانتباه التي لا حصر لها على مواقع الويب ومنصات التواصل الاجتماعي. فهل تعتقدون مثلي أنها أسباب كافية تمنعني من شراء ايفون جديد؟
حتى عمر البطارية الأقصر لم يكن دافعاً قويًا بالنسبة لي لكي أميل بشكل أكبر تجاه الهواتف الأكبر حجمًا. تتطور تقنيات البطارية سنويًا، حتى وإن كانت بشكل هامشي، ولكن تستطيع الشركات بمرور الوقت تدشين بطاريات أكثر كثافة في هياكل أصغر حجمًا. في النهاية، أنا لست من أولئك الأشخاص الذين لا يستطيعون التخلي عن الهاتف لمدة 15 دقيقة قبل أن يصابوا بهستيريا القلق من ضياع الهاتف أو فقدانه.
جميعنا نحتفظ بحياتنا الرقمية على الهاتف، ولكنه ليس سببًا منطقيًا لكي استمر في النظر إلى الهاتف ساعات وساعات كل يوم بهدف التسلية أو قضاء وقت فراغ ممتع، فهناك العديد من الأشياء الأخرى التي يمكننا قضاء وقت ممتع معها على شاشة الكمبيوتر أو شاشة التلفزيون. على كل حال، أنا لم أقصد أن أتحدث عن بارانويا الهواتف الذكية، وما قد يترتب عليها من أضرار. ولكن ما أريد أن أسلط الضوء عليه فقط هو أن الشواحن المحمولة موجودة أيضًا لسبب منطقي، هذا إذا اشتدت الحاجة إليها بالمقام الأول.
■ هل الكاميرات الثلاثية سببًا للترقية؟
أعتقد أن الكاميرا المقربة تؤدي وظيفة مهمة جدًا، ولكن ليس لكل الناس. في النهاية، الكاميرا الرئيسية والكاميرا الواسعة تمنحني كل الصور وتسجيلات الفيديو التي أرغب للاحتفاظ بها ومشاركتها مع أصدقائي وأفراد عائلتي، فلماذا سأحتاج إلى العدسة المقربة وأنا لست مصور متمرس للمناظر الطبيعية ولست فنانًا تشكيليًا. مازلت مؤمن بأنها ميزات رائعة، ولكنها تستهدف فئات معينة من المستخدمين. ولهذا يتم بيعها بسعر أعلى.
■ سأضطر للانتظار لعام آخر
إنني واثق تمام الثقة أن هناك الملايين ممن هم يفضلون عامل الشكل الأصغر لهاتف iPhone 13 mini أو iPhone 12 mini، ولكن لسوء الحظ، إنه ليس عددًا كافيًا لإقناع ابل أن تقوم بتطوير هاتف جديد من أجلنا. السبب في ذلك بالمقام الأول هي المبيعات البطيئة لكلا الهاتفين، فهذا كان سبب توقف ابل عن إنتاج طراز mini منذ عام 2021. فمنذ سلسلة ايفون 14، تقدم ابل طراز قياسي وطراز برو بحجم “متوسط”، ولكن ليس هناك أي علامة على نية الشركة بإطلاق طراز جديد أصغر حجمًا منهما في المستقبل.
من الواضح أيضًا أن السعر الأرخص كان سببًا في تهميش شركة ابل لهذا الطراز تحديدًا، لأنه عادةً ما ترتبط المكاسب المنخفضة بالمنتجات الأرخص ثمنًا. وبالتأكيد عدم اهتمام الناس بهذا الطراز على وجه التحديد كان سببًا في عدم اهتمام شركة ابل. ولكنه نفس السبب الذي يجعلني غير متحمس من أجل شراء ايفون جديد منذ سنوات.
■ ماذا بوسعي أن أفعل ؟
سيبلغ عمر جهازي ثلاث سنوات في سبتمبر القادم، ولكي أكون صريح معكم، فلقد أصبحت صحة البطارية مشكلة حقيقية بالنسبة لي، وأشعر بتباطؤ الجهاز عند فتح بعض التطبيقات، ولكن ماذا عساي أن أفعل إذا كنت أرغب في شراء ايفون جديد أصغر حجمًا؟ أنا واثق أن هناك من يجدوا أنفسهم في نفس حيرتي، وربما تخطر على بالهم فكرة التبديل إلى نظام أندرويد، وهي فكرة جيدة بالنظر إلى أن وجود العديد من هواتف الأندرويد التي تأتي بحجم كف اليد. ولكن الانتقال إلى أندرويد سيفقدهم التوازن المثالي التي تقدمه أجهزة ابل في النظام البيئي المتكامل.
■ قد ينقذني iPhone SE من تلك المعضلة
قد يكون الخيار الوحيد المتبقِ أمامي هو الترقية إلى هاتف iPhone SE، ولكن لسوء حظي، هاتف iPhone 13 mini أفضل كثيرًا من iPhone SE 2022، سواء من حيث التصميم أو المواصفات الفنية. صراحة، لا أتحمل فكرة غياب مُعرف الوجه “Face ID” أو عدم امتداد الشاشة من الحافة إلى الحافة على هاتف iPhone SE 2022.
الخبر السار أن هناك أنباء تفيد باقتراب الجيل التالي من iPhone SE والذي من المتوقع أن يصدر في وقت ما خلال عام 2025. من حسن حظي أن جهازي لا يزال مدعوم من ابل، وسوف أحصل على نظام iOS 18 هذا الخريف. بالتالي، لا يوجد سبب يستدعي مني التسرع في هذه المرحلة والتفكير في شراء ايفون جديد.
أتمنى فقط أن يتبني الجيل التالي من iPhone SE إعادة تصميم كاملة لكي يكون بنفس التصميم المألوف مع هواتف ايفون الرئيسية. أعتقد أن هذا الخيار سيكون أفضل لي من دفع مئات الدولارات في هاتف أنا لا أريده في قرارة نفسي.