في يوم من الأيام، كانت شركة Intel البطل العالمي في مجال صناعة السيليكون، باستحواذ على أكثر من 70% من حصة أشباه الموصلات الإلكترونية على مستوى العالم. ولكن وفقًا لحديث بيل جيتس، المؤسس المشارك والمالك الأول لشركة مايكروسوفت، فإن الشركة الأمريكية تمر حاليًا بمرحلة عصيبة من السقوط الحر والسريع في قطاع تصنيع الرقائق.
كيف ضلت شركة Intel طريقها؟
لم تنهار شركة Intel بالمعنى الحرفي، ولكنها فقدت بصمتها في استغلال قدراتها التصنيعية التي شكلت أهم معايير الصناعة ذات مرة، خاصةً بعد مشكلات التصنيع التي واجهت الجيل الثالث عشر والرابع عشر من معالجاتها الرئيسية، مما أدى إلى رفع دعاوى قضائية جماعية ضد الشركة. ويعتقد جيتس أن الجيل التالي المُسمّى Intel Core Ultra 200S المستند إلى معمارية Arrow Lake-S ليس مقنعًا بما يكفِ لتعويض الفرصة الحقيقية التي أهدرتها شركة Intel.
لقد ضيّعت Intel فرصتها في المنافسة مرة أخرى بسبب إهمالها الكامل لمجال الذكاء الاصطناعي، على عكس شركتي AMD و Qualcomm اللتان قدمتا للسوق وحدات عصبية مُخصصة “NPUs” أكثر قوة وأسرع في وظائف الذكاء الاصطناعي، بينما تعد شركة NVIDIA القوة المسيطرة في هذا القطاع مع حصة تزيد نسبتها عن 90%.
كان دخول شركة Intel إلى سوق المعالجات الرسومية صعبًا وغير مُجديًا. كل هذا أدى إلى نتيجة واحدة لا يُمكن الحياد عنها وهي استقالة الرئيس الذي احتفظ بمقعده لعقود من الزمن وحقق العديد من الإنجازات مع العلامة التجارية في مختلف القطاعات.
على الرغم من تفريغ نفسه بشكل كامل للأعمال الخيرية منذ أكثر من عقد من الزمان، إلا أن جيتس لا يزال مهتمًا لما يحدث في عالم التكنولوجيا، ويعتبر Intel أحد أهم شركاء الصناعة لشركة مايكروسوفت، ولكنه مذهول من الحالة المتعثرة التي وصلت إليها الشركة، ويصف هزيمتها بأنها أشبه بــ “الضلال عن المسار الصحيح”.
قال جيتس: “لقد فاتتهم ثورة شرائح الذكاء الاصطناعي، ولم يستخدموا قدراتهم التكنولوجية التي كانت من الممكن أن تجعل الأمور أكثر صعوبة على كلً من NVIDIA و Qualcomm. كان من الشجاعة أن يخرج Pat Gelsinger – الرئيس التنفيذي الأسبق لشركة Intel – ليضع الذكاء الاصطناعي كأحد الأركان الأساسية في جانب تصميم نظام الشرائح، وتعويض ما تم تفويته”.
أضاف جيتس: “كنت أأمل أن تتعافى Intel بشكل أسرع من هذا، لكن في الوقت الحالي، فإن الأمر أسوأ مما يبدو”.
هي لم تنهار بعد!
من الواضح أن جميع خبراء التكنولوجيا يعتقدون أنه من الصعب أن تنجح Intel في استعادة الأرض التي سُلبت منها، ولا توجد مؤشرات واقعية لإمكانية حدوث ذلك خلال وقت قريب. لا يزال مستقبل الشركة مظلمًا للغاية.
بالرغم من ذلك، فأحيانًا الأمور لا تبدو قاتمة تمامًا كما تظهر في الواقع، فلقد استطاعت بطاقة Intel Arc B580 أن تكتسب لنفسها سمعة طيبة في سوق المعالجات الرسومية متوسطة المدى، وحظيت بإشادة كبيرة من جميع مراجعي الهاردوير، بصرف النظر عن مشكلات البرامج والتعريفات القديمة التي تم حلها بشكل كبير في وقت لاحق.
إنها إحدى البطاقات الرسومية القليلة التي حازت على الخمسة نجوم كاملة خلال العام الماضي، وتحقق معادلة القيمة مقابل السعر في معظم الاختبارات. ولكن للأسف، لم تقدم Intel بطاقة قادرة على المنافسة في السوق الرائدة، ولكن يعتقد بعض المحللين أنه لا يزال من السهل تحقيق مئات الملايين من الأرباح من بيع بطاقة ناجحة قادرة على تشغيل الألعاب بشكل جيد على دقة 1080p.