من الواضح أن الحظر الأمريكي لن يكبح جماح عملاق التكنولوجيا الصيني، هواوي، إذ تشير آخر تقارير سلاسل التوريد إلى احتمالية صعودها لتكون بين الخمسة الكبار في قطاع الهواتف الذكية خلال عام 2025. قد تكون هذه الشائعة مدعومة ببعض أدلة عينات الإنتاج التي تخطط هواوي لإطلاقها في الأسواق العالمية خلال العام الجاري، مع الوضع بالاعتبار استمرار غيابها عن سوق الولايات المتحدة.
هواوي ضمن قادة شركات تصنيع الهواتف الذكية هذا العام
وفقًا لتقرير موقع CNMO الصيني (بعد ترجمته إلى الإنجليزية)، فمن المتوقع عودة هواوي ضمن كبريات شركات تكنولوجيا الأجهزة الإلكترونية، وتحديدًا قطاع الهواتف الذكية، خلال عام 2025، وقد تستطيع أن تحتل إحدى المراتب الخمسة الأولى التي تسيطر عليها حاليًا ابل وسامسونج وشاومي وفيفو وأوبو.
إذا تحدثنا عن المنطقة التي تكتسح فيها Huawei أكبر نسبة مبيعات على الإطلاق، فهي بدون شك جمهورية الصين، موطن رأس الشركة. ولكن هناك العديد من المُصنّعين الصينيين الذين يتمتعون بنفس الامتيازات التي تتمتع بها شركة هواوي. لذلك، لن تكون المنافسة سهلة بكل تأكيد، خاصة في ظل وجود عمالقة آخرين أمثال شاومي وأوبو.
إذا نجحت بالفعل في التمركز ضمن المراتب الخمسة الأولى، سيكون هذا انجازًا مُحققًا بعد أن تسبب الحظر الأمريكي في “تحطيم” الشركة تمامًا ليس فقط في سوق الولايات المتحدة، ولكن أيضًا في الأسواق الأخرى بسبب حرمانها من استخدام أي تكنولوجيا أمريكية الصنع، بما في ذلك نظام أندرويد من جوجل أو شرائح شركة كوالكم.
لقد كانت السنوات الماضية عصيبة للغاية على هواوي، إلا إنها لا تعرف الهزيمة ولم تستسلم للفشل أبدًا، ويبدو أن جمعت شتات أفكارها واستطاعت تجميع قطع اللغز المتناثرة مع بعضها البعض مرة أخرى وتهدف إلى تحقيق دفعة قوية مدعوم باستثمارات مالية ضخمة خلال هذا العام.
بالتأكيد سيظل لغياب خدمات جوجل أثرًا مُظلمًا في نظام HarmonyOS Next، وهو نظام التشغيل البديل لنظام أندرويد في الصين، والذي يحتوي الآن على أكثر من 15.000 تطبيق ولعبة بفضل متجر App Gallery الخاص بالعلامة التجارية.
لوضع الأمور في نصابها الصحيح، إن صعود هواوي ضمن الخمسة الكبار مرة أخرى أشبه بالمهمة المستحيلة، وصراحةً لسنا متأكدين كيف من الممكن أن تعود هواوي مرة أخرى إلى المكانة الرائدة والمرموقة التي كانت عليها قبل القيود الأمريكية، خاصةً بعد غيابها بشكل شبه تام في الأسواق العالمية. الخبر السار هو أن هناك بعض التقارير التي تبشر بفرص رجوع هواوي إلى الأسواق الدولية خلال في المستقبل المنظور، وقد يكون عام 2025 هو الموعد المنشود، على الرغم من إننا ما زلنا نواجه صعوبة في تصديق ذلك، لكننا متفائلين للغاية في نفس الوقت، خاصة بالنسبة لشركة مثل هواوي.
العودة بقوة إلى السوق العالمية مرة أخرى لن تكون سهلة؟
إن أفضل تخمين بالنسبة لنا من أجل عودة هواوي بقوة إلى الأسواق العالمية مرة أخرى هي أن تقوم بتضمين نظام HarmonyOS Next في جميع هواتفها الذكية خارج الصين، سيكون الانتقال من HarmonyOS إلى HarmonyOS Next انتقالاً سلساً ومُرحب به في الأسواق العالمية بكل تأكيد، ولكننا لسنا متأكدين من البصمة التي من الممكن أن يصنعها على مستوى العالم. إنه نظام تشغيل رائع حقًا، وعشرات الملايين من الصينين يعتقدون أنه قادر على أن يحل محل نظام أندرويد. يبقى أن نرى كيف ستستقبله السوق العربية والأوربية.
للتذكير، تحتل الشركة حاليًا المرتبة الثانية كأكبر شركة لتصنيع الهواتف الذكية في الصين، مباشرةً بعد شركة فيفو، حيث تمكنت الأولى من بيع 46 مليون هاتف في البلاد خلال العام الماضي، متجاوزة شركة ابل بفارق 2.9 مليون هاتف فقط، ولكنها لا تزال متخلفة عن فيفو بفارق ضئيل، والتي باعت 49.3 مليون هاتف خلال نفس الفترة.
عندما يتعلق الأمر بالسوق الصينية، فلقد حققت هواوي أكبر نمو اقتصادي لها منذ سنوات، إذ سجلت الشركة ارتفاعًا بنسبة 37%، بينما انخفضت أسهم نمو شركة ابل بنسبة 17% على أساس سنوي. في المقابل، استطاعت فيفو أن تسجل نموًا بنسبة 11% على أساس سنوي. لذا، يبدو من الواضح أن شركة هواوي تنمو بسرعة الصاروخ، ولكنها لا تزال تحتاج إلى بعض المقومات للتفوق على خصومها – ربما بعض وظائف الذكاء الاصطناعي التي قد تغير من قواعد اللعبة وتقلب الطاولة على المصنعين في الصين.
