Unboxing Geeks

كيف-وضع-الذكاء-الاصطناعي-شركة-ابل-في-صدارة-اللعبة

كيف وضع الذكاء الاصطناعي شركة ابل في صدارة اللعبة؟

يسير العالم بطريقة عفوية وغير عادلة. فإذا أردت أن تلعب Forza Horizon 5 و God Of War Ragnarök، سيتعين عليك شراء منصتي ألعاب مختلفتين. وإذا أردت مشاهدة جميع أفلامك ومسلسلاتك المُفضلة، ستضطر للاشتراك في عدد من خدمات بث الفيديو المختلفة.

ولكن عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي، فمن المتوقع أن يصبح المشهد فوضويًا بشكل أكبر كلما وضعت الشركات المسؤولة المزيد من القدرات المتطورة خلف اشتراكات مميزة مدفوعة الثمن.

ابل، من ناحية أخرى، ترغب في كسر القيود التي يستسلم أمامها المستخدمين للاستفادة من الخدمات المتعددة على نفس المنصة. وبقدر ما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، فقد تستطيع الشركة مكافحة الانشطار الشديد في هذا المشهد عن طريق جعل الايفون هو الهاتف الوحيد الذي يقدم – ما يمكننا تسميته بـ – تجربة الذكاء الاصطناعي المتكاملة، الأمر الذي سيضعها في صدارة اللعبة بكل تأكيد.

عندما تم كشف النقاب عن Apple Intelligence، سطرت ابل معيارًا جريئًا لمفهوم الذكاء الاصطناعي الموجود على الجهاز. ونتيجة لذلك، ليس هناك شك أن تحتل سلسلة ايفون 16 المستقبلية المرتبة الأولى كواحدة من أنجح سلاسل الهواتف مبيعًا على الإطلاق، والتي من المتوقع أن تُغيّر قواعد اللعبة على مستوى مشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي برمته.

في الواقع، استطاعت ابل أن تُحدث ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال كيفية استخدامها للنماذج اللغوية التابعة لشركات أخرى. فما بالك إذا نجحت ابل في المستقبل من طرح النماذج اللغوية الهائلة LLMs المستندة إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها؟

■ كيف صنعت ابل ثورة في مشهد الذكاء الاصطناعي

كيف-وضع-الذكاء-الاصطناعي-شركة-ابل-في-صدارة-اللعبة

للتذكير، خلال مؤتمر WWDC 24، أعلنت ابل عن شراكتها مع شركة OpenAI من أجل تدشين نموذج GPT-40 داخل نظام iOS 18 والذي يتم تنشيطه عندما يحتاج المستخدم لتنفيذ شيء لا تستطيع نماذج ابل الموجودة على الجهاز معالجته وإنجازه بنفسها. بمعنى آخر، عندما يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى المزيد من الطاقة والموارد، فإنه يبدأ في طلب المساعدة من GPT-40، فقط بعد أن تسمح له وتمنحه الإذن لتحقيق ذلك.

على الرغم من أن معظمنا قد يعتقد أن نموذج GPT-40 قد يكون أكثر من كافِ للتعامل مع المهام المعقدة، إلا أن شركة ابل لديها وجهة نظر مختلفة في هذا الصدد، إذ تشير العديد من التسريبات، نقلاً عن مصادر داخل شركة ابل، بأن الشركة ما زالت تجري محادثات مع شركة جوجل لدمج ميزات Gemini بداخل أنظمة التشغيل لمنح المستخدمين المزيد من خيارات نماذج الذكاء الاصطناعي والتعامل مع أنواع مختلفة من المهام بطريقة ملائمة.

الجدير بذكره أن هذا لا يعني أن معظم المستخدمين سيكونوا مُضطرين إلى استخدام GPT-40 أو حتى Gemini (في المستقبل) لأن النماذج الخاصة بشركة ابل والموجودة على الجهاز لا تزال قادرة على تنفيذ أشكال مختلفة من المهام دون الحاجة للنماذج الخارجية. ولكن في حال قامت الشركة بدمج ميزات Google Gemini بداخل نظام iOS، فهي تهب المستخدمين حرية الاختيار بين النماذج التي يريدون استخدامها ويعتبرونها الأكثر جودة من حيث كفاءة الأداء والأمان. إذا حدث شيء مثل هذا مع نظام iOS في المستقبل القريب، فسوف تغيّر ابل مفهومنا عن حرية اختيار الخدمات على نفس المنصة.

ما أقصده هنا هو أنه بينما يمكنك الاختيار بين نماذج ChatGPT المختلفة، كمثال على GPT 3.5 و GPT-4 Turbo و GPT-40، كما هو الحال مع الخدمات التي تقدمها شركة جوجل، ولكن تخيل أن تستطيع الاختيار بين علامتين تجاريتين مختلفتين على نفس الجهاز ونفس نظام التشغيل؟

هل تعتقد أن ابل قد تتوقف عند هذا الحد؟ بل دخلت الشركة في محادثات مع شركة Meta (الشركة الأم لمنصة فيسبوك) من أجل استخدام نموذج Llama بنظام التشغيل الخاص بها. ولكن على ما يبدو أنهما لم يتوصلا إلى اتفاق بسبب سياسات شركة Meta المتعلقة بجمع بيانات المستخدمين، الأمر الذي لطالما اعترضت عليه شركة ابل وواجهته ببسالة.

هناك أيضًا تقارير من مصادر موثوقة تفيد بأن شركة ابل منفتحة تمامًا لاستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لشركات خارجية أقل شعبية، بما في ذلك Perplexity AI وشركة Anthropic AI التي تقف وراء نموذج Claude AI الشهير. على الرغم من عدم وجود تأكيد رسمي على أي شيء، ولكن هذه هي جميع الشركات التي اعتبرتها ابل موضع تراحب للتعاون معها من أجل جلب ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي لهواتف ايفون قبل أي أجهزة أخرى تنتجها الشركة.

■ لماذا تسير ابل في هذا الاتجاه؟

gpt-40

إذا كنت تعتقد أن مرونة شركة ابل للتعاون مع الشركات الأخرى فقط من أجل التظاهر بامتلاكها الأكثر، فاسمح لي أن أؤكد لك أن هذا ليس بيت القصيدة. الفكرة من وراء انفتاح ابل على الشركات الخارجية هو منح مستخدمي ايفون قوة الذكاء الاصطناعي التي يستحقونها لجعل حياتهم أكثر راحة وسهولة.

إذا كنت تميل إلى Gemini من شركة جوجل، فلديك طرقًا خاصة من أجل الوصول إليه، بينما في حال كنت تفضل ChatGPT، فهناك أيضًا طرقًا مختلفة للوصول إليه، والأمر مماثل مع Meta و Claude وغيرها من نماذج الذكاء الاصطناعي. هذا هو الظهر الطبيعي للأعمال، حيث تحاول كل شركة أن تُميّز خدماتها الخاصة من خلال تقديمها عبر منصات مُحددة.

والأمر الذي لا التباس فيه، هو أن لكل نموذج من نماذج الذكاء الاصطناعي بعض نقاط القوة وبعض نقاط الضعف. وستزداد فجوة التطور بين هذه النماذج وبعضها البعض في المستقبل القريب – اعتمادًا على قدر الموارد المالية والجهود البشرية التي تبذلها كل شركة لتحسين نماذجها الخاصة.

من المؤكد أن استخدام الذكاء الاصطناعي سيكون أكثر صعوبة في المستقبل، خاصة بالنسبة للمستخدمين الغير قادرين على الوصول إلى النماذج المميزة باهظة الثمن. وفي معظم الأحوال، سيتعين على المستخدم تفضيل نموذج على الآخر والاشتراك به. ومن المؤكد أن أي مستخدم سيواجه صعوبة في اقتناء النموذج الأنسب والذي يعمل عبر خدمات وتطبيقات مختلفة قبل أن يتخذ قراره بتسليمه أمواله.

■ ابل تحاول منحك أفضل ما في العالمين

كيف-وضع-الذكاء-الاصطناعي-شركة-ابل-في-صدارة-اللعبة

ولكن تخيل إذا كنت قادر على استخدام، ليس فقط نموذج واحد، أو حتى نموذجين، من الذكاء الاصطناعي، بل أن تكون قادرًا على استخدام مجموعة متعددة من نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة على نفس المنصة ونفس نظام التشغيل. إنجاز سيضع ابل في مرمى أعين المنافسين ويجعلها متفوقة عليهم بفارق سنوات ضوئية.

وبدلاً من تنزيل تطبيقات منفصلة على جهازك، أو الاشتراك في خدمات متعددة للحصول على غايتك، ستحتاج فقط لاختيار النموذج الأنسب لتنفيذ مهامك المختلفة وفقًا لاحتياجاتك ووجهة نظرك. في الواقع، ستكون قادرًا على تنفيذ نفس المهام مع أكثر نموذج واحد واختيار ما يعطيك النتائج الأفضل من بينهما. وإذا فعلت ابل شيء مثل هذا، سيكون له تأثيرًا كبيرًا على مشهد الذكاء الاصطناعي، ومن الممكن أن تحذو العديد من الشركات حذوها بمرور الوقت.

■ متى ستقدم ابل نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها؟

4 10

اعتماد ابل على نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لشركات أخرى في الوقت الراهن لا يعني أنها لا تقوم بتطوير نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها أيضًا. لطالما اشتهرت ابل ببراعتها التكنولوجية وأن تكون الأولى في القدرة على تحقيق ما عجز عنه الآخرون. من الواضح أن سبب تأخير ابل في تقديم نموذج خاص بها حتى الآن يعكس مدى اهتمام الشركة بضرورة تقديم نموذج فائق أكثر ذكاءً وتطورًا من الحلول الأخرى الموجودة في السوق. ابل الوحيدة التي تستطيع فعل ذلك بالمعنى الحرفي لأنها تمتلك الموارد الكافية للاستثمار بسخاء في هذا المجال.

ومع ذلك، يجب الوضع بالاعتبار أن ابل هي شركة لتطوير الأجهزة. بالتأكيد لديها خدمات برمجية، لكنها تكسب معظم أموالها من الأجهزة، ولا سيما أجهزة الايفون. باختصار شديد، ابل لا تشعر بأن هناك ضغوط حقيقية لصياغة أكبر وأذكى نموذج ذكاء اصطناعي بهذه السرعة.

إنها لا تحتاج أن تُحدث ثورة في الذكاء الاصطناعي لأنها ليست مُضطرة إلى ذلك، بل يجب أن يتمحور تركيزها حول كيف تجعل من هواتف ايفون أفضل الهواتف الذكية في العالم من خلال تجربة المستخدم، والأكثر أهمية، هو كيف تجعل هذه الهواتف قوية بما يكفي للتعامل مع الذكاء الاصطناعي الموجود على الجهاز.