تحت عنوان “الحق في التحذير من الذكاء الاصطناعي المتقدم“، خرج عددًا من الموظفين الحاليين والمتقاعدين لشركة OpenAI و Google DeepMind عن صمتهم، منديين بالمخاطر المُخيفة التي قد يشكلها الذكاء الاصطناعي المتطور على البشرية، مستشهدين ببعض الأمثلة والتحديات التاريخية التي واجهت الصناعة على مر السنين، وكانت سببًا في خروج الأوضاع عن السيطرة.
رغم عدم ذكر جميع أسماءهم، قام مجموعة من موظفي شركة OpenAI، التي تقف وراء نموذج ChatGPT، بالاتحاد مع بعض الموظفين الحاليين العاملين في نفس المجال بشركة Google DeepMind، ، بمشاركة عريضة رقمية على الإنترنت، مُحذّرين فيها من التداعيات الخطيرة لاستمرار كبرى شركات التكنولوجيا باستخدام وتطوير الذكاء الاصطناعي على الرغم من علمهم بالتهديدات والمخاطر المحتملة.
مخاطر الذكاء الاصطناعي
في المنشور الرقمي، يؤمن هؤلاء الموظفون بمنافع وفوائد الذكاء الاصطناعي، ومدى فعاليته في خدمة البشرية. إلا أن الطريقة التي تحاول بها شركات التكنولوجيا تطوير الذكاء الاصطناعي كانت سببًا في دق ناقوس الخطر وتأجيج حالة من الذعر والرهبة لدى معظمهم، والشعور بضرورة أخذ الحيطة ومصارحة عامة الناس بالعواقب المرتقبة.
بدءًا من زيادة ترسيخ مبدأ عدم المساواة، مرورًا بالتلاعب والتضليل، وحتى فقدان السيطرة على أنظمة التحكم المستقلة للتكنولوجيا التي قد ينتج عنها انقراض البشرية، فإن تهديدات الذكاء الاصطناعي على الإنسان لا يُمكن إنكارها، وهذا ما اعترفت به شركات التكنولوجيا والحكومات وخبراء الذكاء الاصطناعي.
على الرغم من ذلك، فإن شركات التكنولوجيا تمتلك الحوافز المادية الكافية للاستثمار بكثافة في مجال الذكاء الاصطناعي بدون مستوى مُحكم وكافِ من الرقابة الحكومية.
يخشى هؤلاء الموظفون من كم المعلومات الهائل التي تحصل عليها شركات التكنولوجيا من أجل ترويض نماذج الذكاء الاصطناعي عليها، دون مشاركة سوى مقدار ضئيل جدًا من تلك المعلومات مع الحكومات، وحجبها بشكل كامل عن عامة الناس. وعلى الرغم من التدابير اللازمة التي تمارسها شركات التكنولوجيا، والقيود التي تفرضها قدرات أنظمتهم، والضرر الذي قد يلحق بالبشرية، إلا إنهم يتمتعون بحق الوصول إلى كميات ضخمة من المعلومات العامة.
كيف على البشرية أن تتعامل مع هذا الوضع الخطير؟
أعرب هؤلاء الموظفون عن قلقهم إيذاء الضغوط المستمرة التي تمارسها تقنيات AI على صلاحيات وأولويات الإنسان في الحياة. وبما أن شركات التكنولوجيا مستمرة في مساعيها، فإن اقل ما يُمكنهم فعله هو مصارحة عامة الناس والتعبير عن مخاوفهم، مطالبين بتدخل فوري وحاسم من الحكومات، والاتحاد مع الجمهور، لفرض أنواع متقدمة من أدوات الرقابة، وإلزام المؤسسات وشركات التكنولوجيا بالمسؤولية واتخاذ التدابير والاستراتيجيات اللازمة وعدم تجاوز الخطوط الحمراء.
إن العالم يؤمن بالوتيرة المتسارعة لتطور التكنولوجيا، والتي يعد الذكاء الاصطناعي جزءًا رئيسيًا منها. ففي الوقت الذي تستطيع فيه هذه التكنولوجيا تخفيف العبء على الموظفين، والتغلب على المشكلات المعقدة، وتحسين المبيعات، والقدرة على اتخاذ القرارات بكفاءة أكبر، وتنفيذ العديد من المهام الصعبة دون تدخل بشري، والتوصل إلى أدوية نادرة قد تساعد في التعافي من بعض الأمراض المزمنة، إلا أن التكنولوجيا لها جانب آخر أيضًا، وهو جانب مُظلم للغاية، خاصة إذا ما لم يتم تدريبها وفقًا لقوانين وبنود يتم تحديدها بواسطة الأشخاص المؤهلين للمهمة والذين يضعون حماية الإنسان والبشرية على رأس الأولويات.
من وجهة نظر هؤلاء الموظفين، يقترح المنشور أن تبدأ تلك الشركات في مصارحة الجمهور، والتحلي بالشفافية، ومعالجة مثل تلك القضايا بخبرة ودون تحيز لصالح طرف على حساب طرف آخر، والاعتراف بالمخاطر المتعلقة بتقنيات AI للجهات المسؤولة والمنظمات المستقلة، والاتحاد مع خبراء التكنولوجيا ، وعدم الاحتفاظ بالأسرار التجارية المتعلقة بالتقنية طي الكتمان، وتجنب فكرة الانتقام من الموظفين.
قد يكون الأمر غريبًا لظهور هذا التحذير بالتزامن مع موعد مؤتمر WWDC 24 واستعداد شركة ابل للإعلان عن نظام iOS 18، والذي من المتوقع أن يحتوي على عدد كبير من ميزات وأدوات AI المختلفة، مع العلم، أن شركة ابل قد دخلت بالفعل في محادثات مع عمالقة شركات AI لاستخدام نماذجهم ودمجها في نظام التشغيل التالي، ومن بين تلك الشركات، شركة OpenAI وكذلك شركة جوجل.
اقرأ المزيد: الاتحاد الأوروبي يناقش مشروع قانون الذكاء الاصطناعي
