في آواخر عام 2024، طرحت شركة AMD أحد أسرع معالجات الألعاب ضمن سلسلة Ryzen 9000X3D، وهو معالج Ryzen 9 9800X3D، الذي يعد أسرع معالج للألعاب حتى وقتنا هذا. وصل المعالج إلى السوق مع سلسلة جديدة من اللوحات الأم الاحترافية المُجهزّة لتحقيق أقصى استفادة منه، إلا أن سرعان ما ظهرت العديد من مشكلات عدم التوافق بينه وبين إحدى تلك اللوحات الجديدة، وخاصةً تلك التي قدمتها شركة ASRock.
تم توثيق أكثر من 120 حالة عدم توافق مثالية بين معالج Ryzen 7 9800X3D والعديد من اللوحات الأم، أكثر من 80% من تلك الحالات ذات صلة بلوحات شركة ASRock. إن دلّ هذا على أي شيء، فهو يدل على أن هناك خلل ما في اللوحات الأم الرئيسية.
وخلال الأسبوع الماضي، صرّحت الشركة التايوانية بأنها قامت بدراسة العديد من الحالات، وأصدرت بيانًا رسميًا أكدت فيه أن المشكلة ليست في منتجاتها، ومع ذلك، فلقد انتهزت ASRock الفرصة لطرح إصدار BIOS جديد من شأنه أن يعمل على إصلاح المشكلة للمستخدمين المتضررين.
ظلت AMD صامته وتترقب الأوضاع في هدوء تام، إلى أن امتدت المشكلة وطالت معالج Ryzen 9 9950X3D، عندما قررت الشركة التي تديرها Lisa Su التدخل والتواصل مع موقع Tom`s Hardware لتفسير الأمر.
ما هي مشكلة معالجات Ryzen 9000X3D بالتحديد؟
وفقًا لشركة AMD، فإن مشكلة معالجات Ryzen 9000X3D تكمن في توافق الذاكرة العشوائية (الرامات) أثناء تنفيذ عملية التمهيد الأولى المعروفة باسم “POST” والتي تسمح لبرنامج الــ BIOS بقراءة مواصفات الذاكرة العشوائية والتمهيد بناءً عليها.
قررت ASRock طرح تحديث جديد لبرنامج الــ BIOS برقم إصدار 3.20 الذي من شأنه حل المشكلة على اللوحات الأم الرئيسية الخاصة بها. ولقد جاء في بيان AMD لموقع Tom`s Hardware الآتي: “نحن على علم بعدد محدود من بلاغات المستخدمين المتعلقة بلوحات قاعدة ASRock AM5 التي لا تكمل اختبار POST. بعد تحقيق مشترك، حددت AMD وASRock مشكلة في سعة الذاكرة كانت موجودة في إصدارات BIOS السابقة، والتي تم تصحيحها في إصدار BIOS الأخير”.
في بيان AMD، يبدو أنه من الممكن أن تحدث هذه المشكلة لعدة عوامل مختلفة، إلا أن الذاكرة العشوائية أحد أقوى أسباب ظهورها، ولا يعني بالضرورة وجود عطل أو عيب فني في المعالجات المركزية نفسها، لكنها تحث المستخدمين للإسراع بتحديث برنامج الـ BIOS الخاصة بلوحاتهم لتجنب ظهور تلك المشاكل.
هل تم حل المشكلة بشكل نهائي؟
من الصعب حسم المشكلة بشكل نهائي، إذ لا تزال هناك بعض الحالات العشوائية المحدودة التي تظهر من الحين للآخر على إحدى المنتديات الأوروبية، ولذلك، توصي AMD جميع المستهلكين المتضررين بالتواصل الفوري مع خدمة العملاء للتوصل إلى حل في حال استمرار المشكلة بعد تحديث الــ BIOS.
يصف بعض خبراء الهاردوير بأن فكرة تحديث الـ BIOS ما هي إلا مُجرد “مسكنات للألم” لأنها لا ترتبط بأي صلة لمشكلات الذاكرة العشوائية. هذا أمر منطقي من الناحية النظرية: فإذا كانت هناك مشكلة في ذاكرة الوصول العشوائي، فقد تُصدر اللوحة الأم صفارات تحذيرية أو أضواء تنبيهية أو رقمية تدل على وجود مشكلة متعلقة بالذاكرة العشوائية.
في الواقع، إنه نفس السيناريو الذي عشناه مع معالجات الجيل الثالث عشر والرابع عشر من شركة Intel عندما اتهمت تلك الأخيرة صانعي اللوحات الأم بالتسبب في مشاكل عدم الاستقرار، إلا أن الحقيقة كانت مشكلة تصنيع في المعالجات نفسها.
نعتقد أن ليس لأيًا من AMD أو ASRock فكرة واضحة عن ماهية المشكلة، ولكن هذا لا يعني أنهما لا يضعونها ضمن أولوياتهم في هذه المرحلة. يجب أن ننتظر المزيد من الوقت للتأكد مما إذا كانت هي فعلاً مشكلة متعلقة بإدارة الذاكرة العشوائية أم بالمعالجات المركزية نفسها.
في الوقت ذاته، من الممكن أن تكون المشكلة مرتبطة بقاعدة مقبس المعالج نفسه على اللوحات الأم الخاصة بشركة ASRock، على الرغم من إنها ليست الشركة الوحيدة التي تعاني من نفس المشكلة، ولكن أكثر من 80% من المنصات المتضررة تمتلك لوحات ASRock.
في هذه الأثناء، إذا كنت تمتلك إحدى معالجات Ryzen 9000X3D وتواجه أي مشاكل أو أخطاء في عملية التمهيد أثناء إقلاع الكمبيوتر، فيُستحسن أن تسارع في تحديث برنامج الــ BIOS الخاصة بك في حال توفر إصدار جديد له من الشركة المُصنعة.