سامسونج تستثمر 356 مليار دولار، فعلى الرغم من أنَّ الشركة تصب تركيزها بشكلٍ أساسي على الهواتف الذكية والتلفزيونات باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لتحقيق عوائد مالية كبيرة سنويًا، إلا أنَّ سامسونج بدأت تهتم بأجزاء أخرى من أعمالها لتحقيق مساعي النمو على المدى الطويل. حيث أعلنت بالأمس أنها ستضخ مبلغ ضخم قيمته 450 تريليون وون (حوالي 356 مليار دولار أمريكي) في العديد من المجالات الاستراتيجية حتى عام 2026.
سامسونج تستثمر 356 مليار دولار في قطاعات استراتيجية
بحسب التقرير الذي نشرته سامسونج بالأمس، يُعد استثمار هذا المبلغ الكبير في قطاعات الرقائق والتكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي، هو أكبر تعهّد استثماري يقوم به عملاق التكنولوجيا الكوري، كما أنه زيادة عن التزام سابق بقيمة 240 تريليون وون في أغسطس/ آب من العام الماضي. يمثل هذا الاستثمار زيادة بنسبة 30٪ عن 330 تريليون وون استثمرتها الشركة خلال فترة خمس سنوات سابقة. وبحسب تقرير من صحيفة كوريا هيرالد، تسعى سامسونج عبر هذا الاستثمار لتعزيز إمكاناتها في تصميم الرقائق وعمليات التصنيع.
تطوير رقائق بدقة تصنيع 3 نانومتر والتركيز على مجالات متنوّعة
أوضح التقرير أنَّ سامسونج بدأت العمل على تصنيع رقائق بدقة تصنيع 3 نانومتر -لم تصل إليها أي شركة بعد- وإن نجحت في ذلك خلال وقت وجيز، ستساعدها على التنافس بقوة مع عملاق تصنيع المعالجات التايواني TSMC. وعلى غرار تركيزها على رقائق فائقة التطوّر للهواتف الذكية، تعمل الشركة أيضًا على تصميم رقائق متقدّمة لأجهزة الحواسيب العملاقة والروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى خطتها لتطوير شبكات الجيل السادس 6G.
يتوقّع على مدى السنوات القليلة الماضية، أن تخلق سامسونج حوالي مليون وظيفة وتُخطّط الشركة لتوظيف 80 ألف شخص بحلول عام 2026 بالإضافة إلى إنشاء مئات الآلاف من الوظائف مع البائعين والموردين. وقد خصّصت سامسونج نسبة 80٪ من الاستثمار المعلن على بلد الشركة كوريا الجنوبية.
استشعار قوة المنافسة من أكبر مورد للرقائق حول العالم
من وجهة نظري ككاتب في التقنية، أعتقد بأنَّ هذا الاستثمار التاريخي من سامسونج ما هو إلا استشعار قوة المنافسة مع شركة TSMC أكبر مورد حالي للرقائق حول العالم، خصوصًا في ظل الأنباء المتواترة عن محاولات الصين لبسط نفوذها على تايوان من أجل هذه الشركة التي ستجعلها في ريادة التكنولوجيا العالمية. كما تسعى اليابان والولايات المتّحدة للتضييق على الصين أيضًا، من خلال اتفاق أبرم مؤخّرًا لتصنيع رقائق بدقة تصنيع 2 نانومتر.
