Unboxing Geeks

سام ألتمان

سام ألتمان: لا خوف من الذكاء الاصطناعي على البشرية في المستقبل!

"سوف يغير العالم أقل بكثير مما نعتقد جميعا."

تبذل شركة OpenAI جهوداً كبيرة منذ عدة سنوات لتحقيق “الذكاء العام الاصطناعي“، وهو عبارة عن معيار افتراضي يوضح وصول تلك التقنية إلى نفس المستوى أو أفضل بقليل من الذكاء البشري. لكن بالرغم من ذلك، يعتقد الكثير من البشر حالياً أنه سيتم استبدالهم بشكلٍ كامل في المستقبل البعيد “نسبياً”، وذلك بسبب تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكلٍ سريعٍ جداً في السنوات القليلة الماضية. إلا أن الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، يعتقد أن هذا غير واقعي ولا يجب أن نقلق أبداً بالنسبة لذلك الأمر.

سام ألتمان متفائل

Sam

صرّح ألتمان في محادثة مع وكالة بلومبيرغ خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا: “سوف يغير العالم أقل بكثير مما نعتقد جميعاً، وسيغير الوظائف أقل بكثير مما نعتقد جميعا”.

هذا التصريح كان متناقضاً بشكلٍ كبير مع آراء جميع الحاضرين الآخرين في دافوس، والذين توقعوا خسارة كبيرة للوظائف بدءًا من هذا العام بسبب الذكاء الاصطناعي التوليدي. ولكن بالطبع من السهل عليه أن يقول ذلك، نظرًا لثروته الشخصية الكبيرة ومكانته في الصناعة التي يمكن أن تحميه من نتائج “التقادم البشري”.

توقع ألتمان أيضًا أن الذكاء الاصطناعي العام قد يصل في “مستقبل قريب إلى حد معقول”، وهو تصريح غريب وغامض حول جدول زمني غير معروف بنفس غرابة تصريحاته.

الذكاء الاصطناعي “بالنسبة لهم”، منجم ألماس!

سام ألتمان

لقد استحوذ الحديث حول بالذكاء الاصطناعي العام (AGI) على اهتمام العالم منذ أن ظهرت أدوات مثل ChatGPT من OpenAI منذ أكثر من عام بقليل. منذ ذلك الحين، أوضح العديد من قادة التكنولوجيا عن توقعاتهم لنجاح الذكاء الاصطناعي العام، مثل شين ليج، أحد مؤسسي شركة جوجل DeepMind، الذي صرّح باعتقاده أن الباحثين لديهم فرصة بنسبة 50/50 للقيام بذلك بحلول عام 2028.

كما أن سام ألتمان ليس غريبًا على تقديم تنبؤات جريئة حول الاتجاه الذي يعتقد أن التكنولوجيا تتجه إليه، واصفًا إياها بأنها “ذكاء سحري في السماء” خلال مقابلة أجرتها صحيفة فايننشال تايمز في نوفمبر. ومع ذلك، فقد استبعد النقاد منذ ذلك الحين مفهوم الذكاء الاصطناعي العام باعتباره “مضللاً”، مشيرين إلى أننا لم نستقر بعد على تعريف متفق عليه بشكل عام لهذا المصطلح.

ينص تعريف OpenAI الخاص على أن الذكاء الاصطناعي العام هو “نظام يتفوق على البشر في معظم الأعمال ذات القيمة الاقتصادية”، مما يحصره في مجالات الإنتاجية ويقيد نطاقه بشكلٍ كبير مقارنة بالتعريفات الأخرى الموجودة.

AI 1 scaled

بالطبع، لا يزال لدى OpenAI الكثير لإثباته، ولا تزال مجموعتها الحالية من أدوات الذكاء الاصطناعي تميل بقوة إلى “اختلاق الأشياء”، مما يعني أن هذه التكنولوجيا لا يزال أمامها الكثير من العمل للحاق بالركب قبل أن تتمكن من التنافس مع البشر على المستوى الفكري.

ويبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الأدوات قادرة على التخلص من هذه القيود الصارخة – ومتى – أم لا، وحتى ألتمان يبدو أنه ليس متأكدًا تمامًا من الإجابة.

رأي الكاتب

dont go with the flow

اعتقادي الشخصي حول هذا الأمر، والذي بنيته عبر متابعة قريبة على مدار السنوات القليلة الماضية، هو أن الذكاء الاصطناعي بالنسبة لهم ببساطة مجرد سلعة جديدة “ضخمة” ستعود عليهم بثروات لا يمكن استيعابها حالياً بالنسبة لنا “العوام”. لذلك، من الطبيعي جداً أن نراهم يقومون بالتسويق لهذه السلعة مهما كان الثمن، ومن غير المنطقي أن يتحدث أحد ما عن سلعته الأولى أنها مخيفة وستؤدي إلى استبدال البشر!

أما حول خوف البشر من التطور السريع للذكاء الاصطناعي، فهذا الأمر مفهوم بالطبع وهو مبرّر بعدة طرق. بالنسبة لي شخصياً، أكثر ما يخيفني حول تقدم تقنيات واستخدامات الذكاء الاصطناعي، هو جودته العالية جداً التي ننتظرها قريباً، . والتي تخاطب النفس البشرية بطريقة خبيثة جداً. القصد هنا هو اتكالية البشر المعتادة، والتي ستعتمد مستقبلاً بشكلٍ كلي على الذكاء الاصطناعي، وستتخلى تدريجياً عن استعمال الذكاء البشري.

أخيراً، دعونا نتخيل سوياً المشهد بعد 10 سنوات:

AI 2

وصول الذكاء الاصطناعي إلى قدرات أعلى وأسرع بكثير من الذكاء البشري، والجميع يعتمد في حياته اليومية بشكلٍ شبه تام على أدوات تعمل بالذكاء الاصطناعي، سواء في الدراسة أو العمل أو حتى حاجيات المنزل والطبخ!

المسؤولية الأكبر هنا واللوم الأكبر هنا على البشر أنفسهم وليس على الذكاء الاصطناعي، فهو مثل غيره من التقنيات المتطورة، سيتم استخدامه بشكلٍ خاطئ من الغالبية العظمى ليصبحوا مثل أصنام مواقع التواصل الاجتماعي حالياً، والأقلية النادرة ستقوم باستخدامه لتطوير أنفسهم!

هل ستقبل أن يقول لك أحد ما أن الإنترنت كان مضرّاً بالبشرية؟ بالطبع لا لأنه من أكثر الأدوات التي استفادت منها البشرية في العقود الماضية. لكن المشكلة الحقيقة كانت في توجيه الخوارزميات حول رغبة غالبية المستخدمين، وهذا خاطئ دائماً وأبداً، لأن الأكثرية دائماً تعني الأصنام.