رفض قاضي أميركي طلب لجنة التجارة الأميركية (FTC) لإصدار أمر قضائي مؤقت يمنع صفقة مايكروسوفت أكتيفيجن بليزارد بقيمة 68.7 مليار دولار. وصرحت كلا الشركتين، مايكروسوفت وأكتيفيجن، أنهما سيتوقفان عن الاندماج الكبير إذا منحت القاضية جاكلين سكوت كورلي الأمر القضائي المؤقت.
وقالت كورلي في القرار: “مسؤولية هذا المحكمة في هذه القضية محددة. وهي أن تقرر ما إذا كان يجب إيقاف الاندماج على الرغم من الظروف الحالية، وربما حتى إنهائه، حتى يتم حل الإجراء الإداري للمفوضية الفدرالية للتجارة. و للأسباب الموضحة، تجد المحكمة أن المفوضية الفدرالية لم تظهر احتمالية أنها ستنجح في ادعائها بأن هذا الاندماج الرأسي الخاص في هذه الصناعة المحددة قد يؤدي إلى تضييق الخصوصية في المنافسة. بالعكس، تشير الأدلة المسجلة إلى مزيد من وصول المستهلكين إلى Call of Duty ومحتوى أكتيفيجن الآخر. وبالتالي، يتم رفض طلب الأمر القضائي المؤقت”.
وأضافت كورلي أن الاستحواذ: “يستحق التدقيق، إذ أنه وصف بأنه الأكبر في تاريخ التكنولوجيا”.
وأشارت القاضية إلى التزام مايكروسوفت بالإبقاء على لعبة Call of Duty على أجهزة بلاي ستيشن والصفقات التي تمتلكها الشركة لجلب ألعابها وعناوين أكتيفيجن بليزارد إلى نينتندو سويتش وخدمات الألعاب السحابية المختلفة.
صفقة مايكروسوفت أكتيفيجن
وما زالت صفقة مايكروسوفت أكتيفيجن قائمة حتى الآن بينما تتعامل الشركتان مع محاولة الهيئات التنظيمية البريطانية لإيقاف الاندماج.
ومع ذلك، صرح المسؤولون في هيئة المنافسة والأسواق البريطانية، التي كانت قد عارضت الصفقة في الأصل بسبب مخاوف من احتكار مايكروسوفت لسوق خدمات الألعاب السحابية، بأنهم على استعداد للنظر في الاقتراحات التي تقدم بها مايكروسوفت لتلبية مخاوفهم.
وقال رئيس مايكروسوفت، براد سميث: “بعد قرار المحكمة اليوم في الولايات المتحدة، يتحول تركيزنا الآن إلى المملكة المتحدة. وبينما نختلف في النهاية مع مخاوف هيئة المنافسة والأسواق، إلا أننا ندرس كيف يمكن تعديل الصفقة لمعالجة تلك المخاوف بطريقة مقبولة لدى هيئة المنافسة والأسواق”.
وأضاف سميث: “لتحقيق هذه الأهداف، اتفقت مايكروسوفت وأكتيفيجن مع هيئة المنافسة والأسواق على أن تكون إقامة الدعوى في المملكة المتحدة في مصلحة الجمهور، وقدمت الطرفان مقترحًا مشتركًا إلى محكمة الاستئناف في المنافسة بهذا الصدد”.
وكتب الرئيس التنفيذي لأكتيفيجن بليزارد “بوبي كوتيك” في بريد إلكتروني إلى الموظفين: “نحن متفائلون بأن قرار المحكمة اليوم يشير إلى مسار للحصول على الموافقة النظامية الكاملة في أماكن أخرى حول العالم، ونحن على استعداد للعمل مع المنظمين في المملكة المتحدة لمعالجة أي مخاوف متبقية حتى يتم إغلاق الاندماج بسرعة”.
وصرح المتحدث باسم هيئة التجارة الأميركية (FTC) دوغلاس فارار، في بيان: “نحن مبحطون من هذه النتيجة نظرًا للتهديد الواضح الذي يشكله هذا الاندماج على المنافسة المفتوحة في خدمات الألعاب السحابية وخدمات الاشتراك وأجهزة الألعاب”.
وأضاف فارار: “في الأيام القادمة، سنعلن عن خطوتنا التالية لمواصلة النضال من أجل الحفاظ على المنافسة وحماية المستهلكين”.
رفعت الهيئة الفدرالية للتجارة الأمريكية دعوى قضائية لمنع الاندماج في ديسمبر الماضي ومن المقرر عقد جلسة في الاجراءات الادارية الخاصة بها في الثاني من أغسطس.
إذا لم تتمكن مايكروسوفت وأكتيفيجن بليزارد من إتمام الصفقة قبل الموعد النهائي، فستكون مايكروسوفت مسؤولة عن دفع غرامة بقيمة 3 مليار دولار لفسخ العقد ما لم يتم إعادة التفاوض على الشروط أو تمديد الاتفاق.
وعليه، يرغب الطرفان في أن يتم مراجعة طلب الإجراء العاجل من قبل المحكمة بشكل سريع.
وادعت الشركتان أنه إذا تم منح الأوامر الانتقالية المؤقتة، فسيتم “حجب الصفقة بشكل فعال لأن عمليات الهيئة الفدرالية للتجارة الأمريكية بطيئة جدًا ولا يمكن لأي صفقة تجارية كبيرة الاستمرار من خلالها”.
وأشارت التقارير إلى أن الشركتين ستحاولان إغلاق الصفقة على أي حال على الرغم من رفض هيئة المنافسة البريطانية وسيتم العمل على إيجاد حلول بديلة لمواصلة العمل في المملكة المتحدة.
وهذا دفع لجنة التجارة الأميركية إلى طلب أمر قضائي طارئ على أمل أن يتمكنوا من “تقييم قانونية الاستحواذ المقترح” في جلسة أغسطس قبل إغلاق الصفقة.
وجاء في طلب الهيئة الفدرالية “ظهرت تقارير صحفية تشير إلى أن المتهمين يفكرون بجدية في إغلاق الاستحواذ المقترح على الرغم من الدعوى الإدارية المعلقة وأوامر هيئة المنافسة والتجارة البريطانية”.
وأصدرت كورلي حكمها بعد محاكمة استمرت خمسة أيام في يونيو شهدت كشف العديد من أسرار صناعة الألعاب ورسائل البريد الإلكتروني بين قادة الصناعة.
