شهد العالم مؤخرًا خبرًا حزينًا، حيث أُعلن عن وفاة جوردون مور الشريك المؤسس لشركة إنتل الأميركية الشهيرة، والرجل الذي ابتكر “قانون مور” الذي أصبح قوة دافعة بين صنّاع أجهزة الكمبيوتر والهواتف والأجهزة الإلكترونية الأخرى.
توفي جوردون مور يوم الجمعة الماضية عن عمر يناهز 94 عامًا.
وفاة جوردون مور
قال بات غيلسنجر الرئيس التنفيذي لشركة إنتل في بيان أن جوردون مور شكّل صناعة التكنولوجيا من خلال بصيرته ورؤيته، وكان له دور فعّال في الكشف عن قوة الترانستورات، كما ألهم التقنيين ورجال الأعمال عبر عقود من الزمان.
كما نعاه الرئيس التنفيذي لشركة أبل “تيم كوك” أيضًا، وقال في تغريدة على تويتر: “لقد فقد العالم عملاقًا مع وفاة جوردن مور، الذي كان أحد الآباء المؤسسين لوادي السيليكون، وصاحب رؤية حقيقية ساعدت في تمهيد الطريق للثورة التكنولوجية. وجميعنا مدينون له بالامتنان، ليرقد بسلام”.
في عام 1965، تنبأ جوردون مور بأنه مع تحسّن تصنيع رقائق الكمبيوتر، وتقليص حجم المكونات، سيتضاعف عدد الترانزستورات على الرقاقة كل عام، مما يؤدي إلى زيادة هائلة في الأداء والقدرات. وبعد عقد من الزمان، قام بتعديل تنبؤه إلى كل عامين بدلًا من كل عام.
وأصبح قانون مور بمثابة هدف تطمح له شركات التكنولوجيا، وأرسى إيقاعًا من الابتكار يحافظ على التقدّم المستقبلي.
وقالت جينيفيف بيل، عالمة الأنثروبولوجيا الثقافية في شركة إنتل في تصريح يعود إلى عام 2015: “لقد أنشأ مُسرّعًا. لقد أعطانا هذا المفهوم المذهل للتقدّم المستمر الذي يتغير باستمرار”.
بمعنى آخر، يعني قانون مور أن هاتفك الذكي الذي يمكنك وضعه في جيبك أصبح أقوى من أجهزة الكمبيوتر التي كانت تملأ غرفة كاملة في السابق.
فمع تقلّص مكونات الرقائق الإلكترونية إلى المقاييس الذرية “نانومتر” قال البعض أن قانون مور قد انتهى، بينما يؤكد آخرون أنه مستمر، بفضل ابتكارات التصنيع الحديثة، مثل ابتكار تصنيع الرقائق المكونة من عدّة شرائح من السيليكون بدلًا من شريحة واحدة فقط.
ولد جوردون مور في سان فرانسيسكو عام 1929، والتحق لاحقًا بجامعة ولاية سان خوسيه، وجامعة كاليفورنيا، وبيركلي، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء.
وفي عام 1957، شارك في تأسيس Fairchild Semiconductor للمساعدة في ابتكار الرقاقة الدقيقة -أو الدائرة المتكاملة- التي تقع في قلب تصميم شرائح الكمبيوتر ومهدت الطريق لظهور ايفون في عام 2007، وعدد لا يُحصى من الإلكترونيات الأخرى.
وفي عام 1968، أسس كل من جوردون مور وروبرت نويس شركة إنتل، التي نمت لتصبح أكبر شركة تصنيع رقائق في العالم، قبل أن تفقد هذا اللقب مؤخرًا.
