بعدما عمل مجموعة من العلماء على تقنية جديدة تكشف عن أي كويكب خطير يمكن أن يهدد كوكب الأرض، حققت التقنية أول نجاح لها.
وفي هذه الحالة، لا يُتوقع أن يشكل الكويكب تهديدًا للأرض في المستقبل المنظور. لكن الأمر الذي يزيد من الثقة هو نجاح هذه التقنية، التي تستخدم خوارزمية حاسوبية جديدة تُدعى HelioLinc3D، والتي سيتم استخدامها في مهمة الكشف عن الكويكبات بواسطة مرصد فيرا سي روبن في تشيلي.
سيقوم معهد ديراك التابع لجامعة واشنطن بدور رئيسي في تحليل البيانات التي يجمعها مرصد روبن، وتهدف تقنية HelioLinc3D إلى تسهيل هذه المهمة.
تقنية تساعد في الكشف عن أي كويكب خطير
وقد وضع الباحثون HelioLinc3D على المحك في اختبار باستخدام بيانات من نظام ATLAS الذي تموله وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).
وخلال تشغيل الاختبار في 18 يوليو، استخدمت الخوارزميّة أجزاء من بيانات ATLAS من أربع ليالٍ من المراقبات لتحديد كويكب كان قد تم تفاديه في السابق.
ويُدعى الكويكب 2022 SF289، ويعتقد أن عرضه يبلغ حوالي 600 قدم، وهو كافٍ لتسبب دمار واسع في الأرض في حال وقوع اصطدام.
وعلى الرغم من أن توقعات مسار 2022 SF289 الدوراني تشير إلى بقائه على بعد 140,000 ميلًا من الأرض عند أقرب نقطة له، فإن الصخرة الفضائية تناسب تعريف ناسا للكويكبات الخطرة المحتملة بسبب حجمه، والحقيقة التي تقول أنه يمكن أن يقترب من كوكبنا على بعد 5 ملايين ميل.
وقال الباحث الرئيسي لتقنية HelioLinc3D في جامعة واشنطن، آري هاينز، أن نجاح الخوارزمية يجب أن ينعكس على قاعدة بيانات مرصد روبن في المستقبل.
يُذكر أن الكويكب 2022 SF289 لم يتم تحديد هويته في بيانات الفلكيين لأن الكويكب تحرك أمام حقول نجوم مشرقة في المجرة، مما يجعل من الصعب جمع عدة لقطات في ليلة واحدة، وهي الطريقة النموذجية لاكتشاف الكويكبات.
وعلى العكس، كانت تقنية HelioLinc3D قادرة على جمع بيانات من ليالي مختلفة لتتبع الكويكب.
وأشار العالم الفلكي لاري دينو من جامعة هاواي، الذي يشغل منصب عالم فلك رئيسي في نظام ATLAS، إلى أن هذا الاكتشاف يوضح أنه من الممكن استعادة رؤية الكويكبات الخافتة طالما كانت مرئية على مدار ليالٍ عدة.
وبمجرد أن حدد الفلكيون مسار الكويكب 2022 SF289، تمكنوا من تحديد موقع الكويكب في الصور السابقة التي جمعتها كل من بان ستارز ومسح السماء في كاتالينا ومنشأة تيار زفيكي.
قد يهمك: الصين تتلقى إشارات راديوية من كائنات فضائية!
وتم اكتشاف حوالي 2350 كويكبًا خطيرًا بالفعل، ويقول الفلكيون استنادًا إلى التوقعات الإحصائية أنه يتعين الكشف عن 3000 كويكب خطير آخر على الأقل.
وعندما يبدأ مرصد روبن في العمل، من المرجح أن يصبح HelioLinc3D أداة مهمة للكشف عن أي كويكب خطير يُهدد الأرض.
ويقول العالم الفلكي ماريو جوريتش، الذي يشغل منصب مدير معهد ديراك:
“هذا مجرد مثال صغير على ما يمكن توقعه مع مرصد روبن في غضون عامين تقريبًا، عندما يكتشف HelioLinc3D جسمًا مثل هذا كل ليلة. ولكن الأهم بشكل عام، هو معاينة للعصر القادم من علم الفلك الذي يعتمد بشكل كبير على التقدم في الخوارزميات بالإضافة إلى المناظير الضخمة الجديدة”.
