الهند تُصبح أول دولة تهبط في القطب الجنوبي للقمر

الهند تُصبح أول دولة تهبط على القطب الجنوبي للقمر

أحرزت الهند مؤخرًا تاريخاً جديداً في مجال رحلات الفضاء بأكثر من طريقة، أهمها الهبوط على القطب الجنوبي للقمر.

حيث نجحت المركبة الفضائية “تشاندرايان-3” والتي تحمل مستكشف “فيكرام” في الهبوط على سطح القمر، لتصبح الهند بذلك الدولة الرابعة التي تحقق هذا الإنجاز بعد الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة والصين.

والأكثر أهمية، أصبحت الهند أول دولة تهبط بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، وهو هدف صعب نظرًا لتضاريسه الوعرة، ولكنه ضروري للمحاولات الرامية إلى العثور على الجليد المائي.

فقد هبطت الدول الأخرى فقط بالقرب من خط الاستواء.

الهند تهبط على القطب الجنوبي للقمر

يأتي الهبوط بعد أربع سنوات من حادث تحطم مستكشف “فيكرام” الذي كان يحمله “تشاندرايان-2”.

وقد صممت المنظمة الهندية للبحوث الفضائية المستكشف الجديد وفقا لما يُطلق عليه “تصميم مبني على الفشل” والذي يضم المزيد من أنظمة النسخ الاحتياطي، ومنطقة هبوط أوسع، وتحديثات برمجية.

سيظل “فيكرام” في حالة سكون لساعات للسماح بترسّب غبار القمر. وبمجرد أن تكون المنطقة واضحة، سيتم نشر مستكشف “براجيان” لالتقاط الصور وجمع البيانات العلمية.

قد يهمك: الصين تدخل التاريخ بنجاح هبوط مهمة Tianwen-1 على سطح المريخ

بصفة عامة، يحتوي المستكشف والروبوت على خمسة أدوات تستهدف قياس خصائص جو القمر، وسطحه، والنشاط التكتوني.

وقد حددت المنظمة الهندية للبحوث الفضائية وقت الهبوط ليتزامن مع بداية يوم قمري (حوالي 28 يومًا على الأرض) لزيادة كمية الطاقة الشمسية المتاحة لـ “فيكرام” و”براجيان”.

يُعد نجاح “تشاندرايان-3” مسألة فخر وطني للهند. حيث كانت البلاد تتطلع لأن تصبح قوة كبرى في مجال رحلات الفضاء، وتأمل في إطلاق محطة فضائية حول الأرض بحلول عام 2030.

والآن، يمكنها أن تزعم أنها واحدة من القليل من الدول التي وصلت إلى سطح خارج الأرض. كما يمكن أن تكون المعلومات التي تم جمعها بالقرب من القطب مفيدة للغاية في مهمات القمر المستقبلية من الهند ودول أخرى، حيث يمكن استخدام أي جليد تم اكتشافه كوقود، وأكسجين، وماء.

ويجعل هذا الهبوط دولة الهند في مقدمة الدول الأخرى التي تتسابق للهبوط على القمر، حتى لو لم يكن هذا هو الهبوط الأول لها.

فقد تحطمت مركبة “لونا-25” الروسية قبل يومين فقط، وتتوقع قوات الاحتلال إقلاع مستكشف “بيريشيت” الجديد في عام 2024.

كما ترغب الإمارات العربية المتحدة أيضًا في الهبوط على القمر بحلول عام 2024.

وفي الوقت نفسه، تأمل الولايات المتحدة في إعادة البشر إلى القمر بواسطة مهمتها “أرتيميس 3” في أواخر عام 2025.

بالإضافة إلى المحاولات التجارية التي لم نذكرها، هناك اهتمام متجدد بالجار الكوني الأقرب لنا، والهند الآن جزء من هذه الطليعة.